الوحي ولم يقيّده بكتابة الوحي أو الرسائل أو العهود ، فقال : «وكان كتّابه الذين يكتبون الوحي والكتب والعهود عليّ بن أبي طالب ، وعثمان بن عفّان ، وعمرو بن العاص بن أمية ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وشرحبيل بن حسنة ، وعبـد الله بن سعد بن أبي سرح ، والمغيرة بن شعبة ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وحنظلة بن الربيع ، وأبي بن كعب ، وجهيم بن الصلت ، والحصين النميري»(١).
٤ ـ إنّ الكتابة إذا كانت مجرّدة من مضامينها الرسالية فإنّها لا توجب شرفاً ولا منـزلةً ولا تثمر في صيانة كتاب الله المجيد ، فقد كان عبـد الله بن سعد كاتباً لكنّه ارتدّ وبات يشهّر بالنبوّة لعدم إيمانه بعمله الذي كان يؤدّيه ، وكان معاوية قد أعلن إسلامه قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمسة أشهر فقط وطرح نفسه إلى العبّاس ليشفع له إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيعفو عنه(٢) ومع ذلك فقد زعم بأنّه كان من كتّاب الوحي ، نعم ربّما كتب شيئاً من الرسائل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)في أواخر حياته ولكن لم تتّفق الأخبار أنّه كان كاتباً للوحي.
عليّ عليهالسلام وجمع القرآن الكريم :
كان موضوع كتابة القرآن المجيد زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمراً في غاية الأهمّية ، ذلك أنّ القرآن إذا لم تتمّ كتابته وامضاؤه من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حياته فإنّه سيكون عرضة للأخذ والردّ واختلاف المسلمين عندما يرحل (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى العالم الآخر ، فكان من اهتمامات عليٍّ عليهالسلام الرئيسية كتابة القرآن المجيد في المدينة خلال حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
__________________
(١) تأريخ اليعقوبي ٢/٦٤.
(٢) نهج الحقّ وكشف الصدق : ١١.