الفصل الأوّل
العلاقة بين القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام
القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام :
من الأمور المبنائية عند الإمامية هو الربط بين القرآن الكريم وأئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، وبالخصوص علاقة الإمام علي عليهالسلام بالقرآن الكريم ، فقد اهتمّ الإمام عليهالسلام عند ملازمته النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن ، فلا عجب أن يقول عليهالسلام : «والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمتُ فيما أنزلت وأين نزلت ، وإنّ ربّي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً سؤولاً»(١).
وكان من اختصاصه عليهالسلام جمع القرآن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(٢)حتّى يُصان من التحريف بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يختصّ بعليّ عليهالسلام ويعلّمه معاني القرآن الكريم وأسراره وخفاياه ، وكان الإمام عليهالسلام يجهر بذلك مصرّحاً : «ما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية من القرآن إلاّ أقرأنيها وأملاها عليَّ ، فكتبتها بخطّي ، وعلّمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ، ودعا الله عزّ وجلّ أن يعلّمني فهمها وحفظها ، فما نسيتُ آيةً من كتاب الله عزّ وجلّ ولا علماً أملاه عليَّ فكتبته ، وما ترك شيئاً علّمه الله عزّ وجلّ من حلال وحرام ولا أمر ولا نهي وما كان أو يكون من طاعة أو معصية إلاّ علّمنيه وحفظته ، فلم أنسَ منه حرفاً واحداً ، ثمّ وضع يده على صدري ودعا الله تبارك وتعالى بأن يملأ قلبي علماً وفهماً وحكمةً ونوراً ،
__________________
(١) مناقب الخوارزمي. الفصل السابع : ٤٦.
(٢) توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل: ٤١٨.