القول في تأويل قوله تعالى :
(فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (٢٧) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) (٢٨)
(فَكَيْفَ) أي : يفعلون ويدفعون ضرر الردة عليهم (إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ) أي : التي ولوها عن الله إلى أعدائه (وَأَدْبارَهُمْ) أي التي ولوها عن الأعداء إلى الله.
(ذلِكَ) أي التوفي الهائل (بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ) أي من إطاعة أعدائه ، (وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ) أي في معاداتهم ، فأدى بهم إلى الردة (فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ) أي التي كانت تفيدهم النجاة من ذلك الضرب ، ومن الفضائح الدنيوية.
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ) (٢٩)
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) أي نفاق تفرع منه أضغان على رسول الله صلىاللهعليهوسلم والمؤمنين (أَنْ لَنْ يُخْرِجَ) أي يظهر (اللهُ أَضْغانَهُمْ) أي أحقادهم لرسوله وللمؤمنين ، فتبقى أمورهم مستورة. والمعنى : أن ذلك مما لا يكاد يدخل تحت الاحتمال.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (٣٠) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) (٣١)
(وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ) أي لعرّفناكهم بدلائل تعرفهم بأعيانهم معرفة متاخمة للرؤية (فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ) أي بعلامتهم التي نسمهم بها (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) أي أسلوبه وما يرومون من غير إيضاح به.
قال في (الإكليل) : استدل بالآية من جعل التعريض بالقذف موجبا للحد.
(وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) أي فيجازيكم بحسب قصدكم.
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ) أي أهل المجاهدة في سبيل الله ، والصبر على المشاق (وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) أي أفانين أقوالكم ، وضروب