الواو. والمعنى واحد. إلا أن ما تزيده الفاء من ترتيبها ، دليل واضح على أن الواو الواقعة في مثل هذا السياق ، للعطف لا للقسم. انتهى.
وقوله تعالى : (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ) الجواب للقسم. وفي تأكيد المقسم عليه بتقديم الإقسام وتوكيد الجملة ، اهتمام به بتحقيق الحق فيه الذي هو التوحيد ، وتمهيد لما يعقبه من البرهان الناطق به ، وهو قوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ) (٥)
(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ) فإن وجودها وانتظامها على هذا النمط البديع ، من أوضح دلائل وجود الصانع وعلمه وقدرته ، وأعدل شواهد وحدته. أي مالك السموات والأرض وما بينهما من الموجودات ومربيّها ومبلغها إلى كمالاتها. والمراد بالمشارق مشارق الشمس. وإعادة ذكر الرب فيها ، لغاية ظهور آثار الربوبية فيها وتجددها كل يوم. فإنها ثلاث مائة وستون مشرقا. تشرق كل يوم من مشرق منها. وبحسبها تختلف المغارب ، وتغرب كل يوم في مغرب منها. وأما قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) فهما مشرقا الصيف والشتاء ومغرباهما. أفاده أبو السعود.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) (٦)
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) أي الجهة العليا القربى من كرة الأرض (بِزِينَةٍ) أي عجيبة بديعة (الْكَواكِبِ) بالجر ، بدل من (زينة). وقرئ بالإضافة ، على أنها بيانية ، أو على معنى ما زينت هي به ، وهو ضوؤها ، والمراد التزيين في رأي العين. فإن الكواكب تبدو للناظرين كأنها جواهر متلألئة.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) (٧)
(وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) أي خارج عن الطاعة ، يقذفه بشهبها ، كيما يتطاول إلى استراق السمع من جهتها و (حِفْظاً) إما منصوب بإضمار فعله. أي حفظناها حفظا ، أو بعطفه على (بِزِينَةٍ) من حيث المعنى. أي خلقنا الكواكب