الكلاب كما يفعل البعض ، ويغسل أثر فم الكلب فى الصيد. ويجوز بيع كلب الصيد أو الحراسة ، والوصية به. وقتل الكلب المعلّم حرام ، وفاعله مسىء وظالم ، ويغرّم لأنه اعتداء على ملك. ويباح قتل الكلاب الضالة ، والعقورة ولو كانت معلّمة ؛ وأما ما لا مضرة فيه فلا يباح قتله. واقتناء الكلب يوجب عدم إطلاقه فيعقر الناس والدواب ، ويروّع الأطفال ، وقد يمزّق ثياب هذا أو ذاك ، وعلى صاحبه الضمان فى مثل هذه الأحوال ، إلا أن يدخل إنسان دار صاحب الكلب بغير إذنه ، فيعقره الكلب ، فلا ضمان له ، وإن دخل بإذنه ضمنه.
* * *
٢٠٥٢ ـ صيد البرّ حلال أكله إلا للمحرم
كل ما يعيش فى البرّ وله فيه حياة فهو صيد البرّ ، وفي الآية : (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) (المائدة ١) إباحة الصيد لمن ليس بمحرم ، وقال تعالى : (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) (المائدة ٩٦) ، وقال : (لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ) (المائدة ٩٥) ، فجعل على المحرم الذى يصيد متعمدا دية هدى ، أو كفّارة طعام ، أو الصيام لمدة تعادل طعام الكفارة ، وأكثر مدة للصوم شهران. والتحريم فى الآية ليس صفة الأعيان وإنما يتعلق بالأفعال ، ومعنى (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ) أى فعل الصيد ، وهو المنع من الاصطياد ، أو يكون الصيد بمعنى المصيد ، فلا يجوز أن يقبل المحرم صيدا وهب له ، ولا يجوز له شراؤه ، ولا يجوز له قتله ، ولا أن يمسكه حيا ، ولا يذكّيه.
* * *
٢٠٥٣ ـ صيد البحر وطعامه
أحلّ أكل أي حيوان بحرى ، بقوله تعالى : (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ) (المائدة ٩٦) ، وقوله : (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا) (النحل ١٤) ، (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا) (فاطر ١٢) ، وصيد البحر : ما صيد منه ، ويستوى فى ذلك البحر والنهر ؛ وطعامه : ما ملّح منه وبقى ، وتسخير البحر : هو تمكين البشر من الصيد منه والتصرّف فيه وتذليله ؛ واللحم الطرى : هو السمك الطازج بأنواعه لم يفسد ، والقشريات ما لم يرد فى ذلك مانع. واللحم أجناس : فلحم ذوات الأربع جنس ، ولحم ذوات الريش جنس ، ولحم ذوات الماء جنس. وتختلف اللحوم باختلاف أصولها ، فلحم البقر صنف ، ولحم الغنم صنف ، ولحم الإبل صنف ، وكذلك لحم الطير ، ولحم السمك ، والكل من النّعم ،