للكتابى أن يتزوج المسلمة ، وإذا أسلمت زوجة كتابية بانت من زوجها الكتابى ؛ ولا يحل للمحرم بالحج أو العمرة أن يتزوج أو يزوّج ، وكيلا كان ، أو أصيلا ، أو وليا ؛ وتشترط للزواج الكفاية وأن يكون الزوج قادرا على النفقة ، وإلا فالزواج فاسد.
* * *
١٦٤٠ ـ الكفاءة فى الزواج
المولى من مصطلحات القرآن ، وهو الرفيق ، والتابع. والإسلام ألغى الفوارق الطبقية بين الناس ، ويسّر الحراك الاجتماعى ، وفى الآية : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) (الحجرات ١٣) لم يقل الله تعالى : إن أكرمكم أحسبكم ، أو أكثركم مالا. وفى الحديث : «من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله» ، والتقوى : معناها مراعاة حدود الله وأوامره ونواهيه ، وقد جعل الله تعالى التقوى معيارا لمن يتزوج ولم يجعله المال ولا الحسب. وفى الحديث : «إن الله تبارك وتعالى جاء بالإسلام فرفع به الخسيسة ، وأتم به الناقصة ، وأذهب به اللوم ، فلا لوم على مسلم ، إنما اللوم لوم الجاهلية». والمال والحسب إن انضافا إلى التقوى فيها ونعمت ، ولكن المال والحسب وحدهما لا شىء. وفى الصحيح عن عائشة ، أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة ـ وكان ممن شهد بدرا مع النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، تبنّى سالما ، وأنكحه هندا بنت أخيه الوليد بن عتبة بن ربيعة ، وكان سالم فى الأصل مولى لامرأة من الأنصار. وكذلك أنكح المقداد بن الأسود ، ضباعة بنت الزبير. وكانت أخت الصحابى الجليل والمليونير العتيد عبد الرحمن بن عوف تحت بلال ، وزوّج النبىّ صلىاللهعليهوسلم ابنة عمته : زينب بنت جحش ، من وليّه زيد بن حارثة. ولمّا خطب بلال بنت البكير أبى إخوتها ، ومنعوه وآذوه ، وغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أجل بلال فزوّجوه. ورفض الناس أن يزوّجوا أبا هند لأنه كان حجّاما ، فقال النبىّ صلىاللهعليهوسلم يمتدح تديّن أبى هند ويثنى على تقواه : «من سرّه أن ينظر إلى من صوّر الله الإيمان فى قلبه ، فلينظر إلى أبى هند» ، وقال : «أنكحوه وأنكحوا إليه». والخلاصة : أن التقىّ المؤمن أفضل فى الزواج من الفاجر النسيب ، فإن كانا تقيّين فحينئذ يقدّم النسيب منهما ، كما يقدّم الشاب على الشيخ فى الصلاة إذا استويا فى التقوى.
* * *
١٦٤١ ـ أى الرجال خير للزواج؟
الإسلام يحث على اختيار الزوج والزوجة ، ومبدأ الاختيار من مبادئ الإسلام ، ومن أصوله الثابتة. والإسلام وضع المعايير لاختيار الزوجة الصالحة ، وهناك أيضا الشروط لاختيار الزوج الصالح ، والصلاح كمبدإ للاختيار تثبته الآية : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ