٣ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٦) : قيل : نزلت فى رؤساء اليهود ، ومنهم : حيىّ بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ونظرائهما. وقيل : نزلت فيمن قتل يوم بدر من قادة الأحزاب ، والأول أصح.
٤ ـ وفى قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) (١٣) : قيل : نزلت فى المنافقين من أهل يثرب ، والسفهاء يعنون بهم أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : نزلت فى شأن اليهود ، وفيمن آمن منهم ، كعبد الله بن سلام وأصحابه ، وهؤلاء عندهم هم الجهّال والخرقاء والسفهاء كما فى الآية.
٥ ـ وفى قوله : (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ) (١٤) : قيل : نزلت فى عبد الله بن أبىّ وأصحابه ، فكانوا يلتقون بالمؤمنين كأبى بكر ، فيقول عبد الله بن أبى : مرحبا بالصدّيق ، ويقول فى عمر : مرحبا بسيد بنى عدىّ ، وفى علىّ : مرحبا بابن عم رسول الله صلىاللهعليهوسلم وختنه ، سيد بنى هاشم ، خلا رسول الله ، فإذا افترقوا عن المؤمنين قال لأصحابه : أرأيتم كيف فعلت؟ فافعلوا كما فعلت ، فلما أخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما يضمره عبد الله بن أبىّ وأصحابه ، نزلت الآية.
٦ ـ وفى قوله : (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) (١٩) : قيل : هذه الآية نزلت فى أحوال المنافقين ، تشبيها لها بما فى الصيب من الظلمات والرعد والبرق والصواعق.
٧ ـ وفى قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢٣) : قيل : نزلت الآية فى المشركين ، فإنهم لما سمعوا القرآن قالوا : ما يشبه هذا كلام الله ، وإنا لفى شك منه ، وفى الآية التى قبلها الدلالة على وحدانية الله وقدرته ، وفى هذه الآية الدلالة على نبوّة نبيّه ، ولهذا نزلت.
٨ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ) (٢٦) : قيل : لما ضرب الله مثل الذى استوقد نارا ، ومثل الصيب من السماء للمنافقين ، قالوا : إن الله أعلى وأجل أن يضرب هذه الأمثال ، فنزلت الآية. وقيل : ضرب الله مثلا بالذباب : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً) (٧٣) (الحج) ، وبالعنكبوت : (كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً) (٤١) (العنكبوت) ، فقالوا : إن الله أجلّ من أن يضرب المثل بهذه الحشرات ، فنزلت الآية. وقالت اليهود : ما يشبه هذا كلام الله ، فأنزل الله الآية.