قائمة الکتاب
إعدادات
موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]
موسوعة القرآن العظيم [ ج ٢ ]
تحمیل
مِنْكُمْ مَرْضى) (٢٠) (المزمل). والمريض له أن يصلى ما تيسّر له لمرضه ، والقرآن فى الآية : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) (٧٨) (الإسراء) هو صلاة الفجر ، أو أن قراءة القرآن فى الفجر المقصود بها التلاوة فى وقته ، فعند المرض له أن يختصر فيها ، وفى الحديث : «من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ..».
والتداوى فى المرض مأمور به ، إلا ما كان من محرّم كالخمر ، وما كان فيه سمّ ويرجى منه شفاء لا يحرم. ومن الأدوية الشافية فى القرآن عسل النحل : (شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) (٦٩) (النحل) ، وعن علىّ قال : «أشرف لباس ابن آدم فيها لعاب دودة ، وأشرف شرابه رجيع نحلة». ـ يقصد بالدودة دودة القز ، والحرير من لعابها ، وشراب النحلة هو العسل ، ومنه أكثر الأشربة والمعاجين ، ويكتحل ويستمشى به ويتداوى ، ويخلط بالماء والخل ويطبخ فيكون شرابا ناجعا. وكما ترى فإن القرآن لا يتصادم والطب الحديث ، على عكس التوراة والإنجيل.
* * *
١٤٠٥ ـ الإنسان آخر ما خلق الله من أصناف الخليقة
أثبت العلم أن الإنسان عند ما يموت ويتحلل ، فإن عناصره هى نفس عناصر التراب ، وكما كانت نهايته كانت بدايته ، بقوله تعالى : (كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) (٥٩) (آل عمران) ، وقوله : (فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) (٥) (الحج) ، وقوله : (أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً) (٣) (ق) ، وقيل عناصر التراب ستة عشر عنصرا ، والعناصر التى ينحل إليها جسم الإنسان ستة عشر عنصرا. وفى قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (١) (الإنسان) تأريخ لتطور الإنسان فى الخلقة ، وتطوره الحضارى ، فلما خلقه الله كان على الفطرة ولم يكن شيئا مذكورا ، وظل كذلك حينا من الدهر ، لا تعرف له الخلائق قدرا ، ثم إنه عرف الله ، وجعله الله تعالى خليفة فى الأرض ، وحمّله الأمانة لمّا ظهر فضله على الكل. وكان آخر ما خلق من أصناف الخليقة ، فكان على قمة السلّم الحضارى ، وخلقه بعد خلق الحيوان كله ، ولم يخلق بعده حيوانا. والإنسان هو جنس بنى آدم. وقيل «الحين» فى الآية هو التسعة أشهر مدة الحمل ، وفيها لا يكون شيئا مذكورا ، وفى النظرية التلخيصية فإن الإنسان وهو يتخلّق فى الرحم يلخّص ويوجز قصة خلقه من البداية ، وكما يتخلّق الجنين كان تخلّق آدم ، وكذلك كل جنس الإنسان ، وتطوّر كتطور الجنين ، ومرّ تاريخه بأطوار ودورات وأطباق ، طورا بعد طور ، ودورة إثر دورة ، وطبقا فى عقب طبق ، ولم يصبح الإنسان مذكورا إلا بعد أن صار له تاريخ وحضارة ومعرفة. وسبحان من جعل كل هذه الحضارة بمخلوق لم يكن شيئا مذكورا!
* * *