١٢٤٤ ـ طور سيناء
يتكرر اسم الطور فى القرآن عشر مرات ، منها مرتان ـ واحدة بالإضافة إلى سيناء ، وواحدة بالإضافة إلى سينين. والطور اسم الجبل الذى كلم الله عليه موسى ، وأنزل عليه فيه التوراة ، كتبها ألواحا. والطور فى سيناء من أرض مصر ، وكانت سيناء منذ الأزل أرضا مصرية ، ولا بد أن اسم سيناء لذلك اسم مصرى ، فلما ذا يذهب المفسرون بعيدا ويزعمون أن الطور اسم سريانى وكذلك سيناء؟ وفى التوراة أن جبل الطور اسمه حوريب ، ويتكرر اسم سيناء فيها ٣٥ مرة ، وفى ١٧ مرة يسمى حوريب ، وبحسب التوراة ـ ولا شىء مما تقوله مثبوت تاريخيا ـ أن العبرانيين قضوا سنة على جبل الطور. وقيل إن جبل الطور أو حوريب هو جبل سربال فى وادى فيران ، وهذا كذب إذا قلنا إن العبرانيين كانوا من الكثرة فلا يمكن أن تستوعبهم برية جبل سربال لمدة سنة. وقيل إنه جبل موسى ، إلا أن ذلك كذب أيضا ، لأن جبل موسى شديد الارتفاع ومن المستحيل تسلقه ، لأنه حاد الصخور وشديد الانحدار وشدّة الضوء فيه مؤلمة للعينين. وأسفل جبل موسى يوجد وادى اشتهر باسم وادى الراحة ، باعتبار أن موسى وجماعته ارتاحوا فيه ، ولا يمكن أن يستوعبهم الجبل ولا الوادى بأعدادهم التى ذكرها التوراة ـ كان العدد ستمائة ألف وثلاثة آلاف وخمسمائة وخمسين! يعنى نحو ستة ملايين نسمة! وهذا العدد هو للذكور فقط من ابن عشرين سنة فصاعدا ، يعنى بدون الأطفال والنساء ، فيكون العدد الكلى نحو خمسة عشر مليونا!! فكيف بالله تم الخروج بهؤلاء ، وكيف عاشوا على الجبل أو فى الوادى الضيق؟! (بصرف النظر عن الخطأ فى الجمع فى التوراة) ؛. وقيل إن طور سينين فى الآية الثالثة من سورة التين ، أصلها سينيم التى ذكرها النبىّ إشعيا ، قال : يأتون من أرض سينيم ، يعنى البلاد البعيدة ، قيل إنها حيث برية سين ، إلا أنها ليست بلادا بعيدة ، وقيل هى أرض عيلام وكانوا يطلقون عليها أرض سينيم أى الأرض المرتفعة. وهناك أيضا أرض سين قرب عرفة عند سفح جبل لبنان. ونقول للمستشرقين الذين زعموا أن محمدا هو مؤلف القرآن : أكان محمد يعرف كل هذه الاختلافات التى لم يحسمها اليهود فيما بينهم للآن؟ وهل كان عنده العلم بالفرق بين سيناء ، وسينين ، وسين؟!! وكأنى بمحمد عالم بالچيولوچيا والجغرافيا والتاريخ واللغات؟ ألا يتّقى هؤلاء الله؟!
وقوله تعالى : (وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) (البقرة ٦٣) يعنى كظلّة ؛ (وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) (مريم ٥٢) يعنى يمين موسى مقبلا ، لأن الجبال لا يمين لها ولا شمال ؛ (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) (المؤمنون ٢٠) هو الجبل الذى كلم الله عليه موسى وهو