أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا) (التوبة ٤٠) ، وصاحبه صلىاللهعليهوسلم بنصّ القرآن هو أبو بكر الصدّيق ، وفى الآية جعل الصاحب أولا لإيمانه واعتقاده ، والله معهما فى الصّحبة بالنصر والرعاية والحفظ والكلاءة ، وخصّ أبو بكر بقوله «لا تحزن» ، فبقى بها مهتديا ، موحدا ، جازما ، قائما بالأمر ، لم يتطرق إليه اختلال.
وصحابته صلىاللهعليهوسلم من المهاجرين والأنصار على اختلاف طبقاتهم وأصنافهم : هم كل مسلم رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو صحبه على خلاف ، قال البعض : إن الصحابى هو كل من أقام مع الرسول صلىاللهعليهوسلم سنة أو سنتين ، وغزا معه غزوة أو غزوتين. والأصح أن الصحابة من المهاجرين والأنصار : هم الذين صلّوا إلى القبلتين ، أو بايعوا بيعة الرضوان وهى بيعة الحديبية ، وكانوا ضمن أهل بدر ، وأفضلهم الخلفاء الأربعة ، ثم الستة الباقون إلى تمام العشرة ، ثم البدريون ، ثم أصحاب أحد ، ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية.
* * *
١٢٠٤ ـ (أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحابُ الْيَمِينِ)
هم إحدى الفئات الثلاث التى ينقسم إليها الناس يوم القيامة : (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (١٠) (الواقعة) ؛ وقوله : (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) (٢٧) (الواقعة) : هم الذين يؤخذ بهم يوم القيامة جهة اليمين إلى الجنة ، ويقابلهم أصحاب المشأمة أو أصحاب الشمال : وهم الذين يؤخذ بهم جهة الشمال إلى النار. وأصحاب الميمنة أو اليمين : هم من أوتى كتابه بيمينه ، وهم أهل الحسنات ، الميامين على أنفسهم ، أصحاب التقدم. والتكرار فى قوله : «ما أصحاب الميمنة» و «ما أصحاب اليمين» للتفخيم والتعجيب ، كقوله تعالى : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ) (٢) ، و (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ) (٢) ، والمقصود تكثير ما لأصحاب اليمين من الثواب ، وعدهم ربّهم الجنة فيها السدر المخضود ، والطلح المنضود ، من الفواكه ذات الألوان والطعوم ، لا تنقطع طول الوقت ، وليست ممنوعة على أحد ، وفيها الظل الممدود ، فلا حرّ ولا حرور ، والماء المسكوب البارد ، والمجالس المرفوعة ، ويطوف عليهم أبكار عرب أتراب ، أنشأهن إنشاء لهم ، وكلهن لطيفات جميلات من سن واحد ، لم يمسهن من قبل إنس ولا جان (الواقعة ٢٨ / ٣٧) جزاء وفاقا لأصحاب اليمين : (فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ) (الواقعة ٩١) ، والخطاب للنبىّ صلىاللهعليهوسلم ، أو لقارئ القرآن حينما يصل إلى آيات أصحاب اليمين ، يطلب له السلام والسلامة كما وعد به هؤلاء ومن