١١٩٥ ـ الإخلاص
الإخلاص : هو إخلاص العبادة ، ومنه الخالص ، ومخلصون (بكسر اللام) ، كقوله تعالى : (وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) (الأعراف ٢٩) ، ومخلصون (بفتح اللام) كقوله : (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (الحجر ٤٠). وحقيقة الإخلاص : تصفية العقل عن ملاحظة المخلوقين ، وفى الحديث : «يا أيها الناس ، أخلصوا أعمالكم لله تعالى ، فإن الله تعالى لا يقبل إلا ما خلص له» أخرجه الدارقطنى. والإخلاص لله : هو ألا يريد صاحبه عليه عوضا فى الدارين ، وهو سرّ بين العبد وبين الله ، وفى الحديث القدسى : «سرّ من سرّى استودعته قلب من أحببته من عبادى».
* * *
١١٩٦ ـ إرم ذات العماد قبيلة من عاد
يأتى الاسم «إرم» مرة واحدة فى القرآن فى قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (٦) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ) (٧) (الفجر). وقوله : (أَلَمْ تَرَ) استفهام تقريرى ، والخطاب للنبى صلىاللهعليهوسلم ، والمقصود به العرب جميعا ، ومن بعد ذلك المسلمون كلهم ؛ والرؤية المشار إليها ليست بصرية وإنما ذهنية ، بمعنى : ألم يبلغك ويصل إلى علمك وفهمك حكاية قوم عاد أهل إرم؟ ويتكرر عن عاد فى القرآن ٢٤ مرة ، وكثيرا ما يقرن اسم عاد باسم ثمود. وعاد أمة أو قبيلة دارسة كانت فى الغابرين (عاداً الْأُولى) (النجم ٥٠) ، إلا أن مساكنهم كانت ما تزال ترى آثارها : (وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ) (العنكبوت ٣٨) ، وهم قوم هود ، وكانت جريمتهم كقوله تعالى : (فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) (فصلت ١٥) ، وقوله : (كَفَرُوا رَبَّهُمْ) (هود ٦٠) ، وقوله : (وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) (هود ٥٩) ، فكانت عاقبتهم كقوله تعالى : (إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) (الذاريات ٤١) ، وكقوله تعالى فى وصف الريح (صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ) (الحاقة ٦). وإرم : قيل هو اسم أبيهم ، أو قبيلتهم ، أو أمّهم ، وقرئت «عاد إرم» مفتوحتين ، وقرئت بسكون الراء «إرم» كقراءتنا «بورقكم» ، وقرئت «عاد إرم ذات العماد» بإضافة إرم إلى ذات العماد ، وقرئ «أرم» بفتح الهمزة ، والسبب فى هذه القراءات المتنوعة جهل العرب بالاسم ومحاولتهم استكناه معناه ، فبحسب ما يظنون المعنى كانت محاولتهم تطويع قراءة الاسم. وعند بعضهم : أن عادا كان أحد أبناء إرم بن سام بن نوح ، كما يقول العرب عن بنى هاشم أنهم هاشميون. وقيل : إنه ربما إرم بمعنى رميم أى القديمة ، ولذلك فاسمها «عاد الأولى» ، وأما المتأخرون من عاد فهؤلاء «عاد الأخيرة». وربما كانت عاد قبيلتين بحسب مكان مساكنهم ، والأولى هى «عاد إرم» ، والثانية هى «عاد