قيل : هذا من قول الجن لما رجعوا إلى قومهم وأخبروهم بما رأوا من طاعة أصحاب النبىّ صلىاللهعليهوسلم وائتمامهم به فى الركوع والسجود. والصحيح أنهم المشركون وليسوا الجن ، وكان المشركون يركبون بعضهم بعضا ليسمعوا محمدا صلىاللهعليهوسلم يقرأ القرآن ويصلّى بأصحابه ، حردا عليهم.
٦ ـ وفى قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَدْعُوا رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً) (٢٠) : قيل : سبب نزولها أن كفار قريش قالوا للنبىّ صلى الله عليه وسلم : إنك جئت بأمر عظيم ، وقد عاديت الناس كلهم ، فارجع عن هذا فنحن نجيرك. فنزلت الآية.
٧ ـ وفى قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) (٢٢) : قيل : إن كفار قريش قالوا للنبىّ صلىاللهعليهوسلم : اترك ما تدعو إليه ونحن نجيرك ، فنزلت (قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ ..). وقيل : إن ابن مسعود والنبىّ صلىاللهعليهوسلم انطلقا حتى أتيا الحجون ، فتقدم إلى الناس وازدحموا عليه ، فقال سيد لهم يقال له وردان : أنا أزجلهم عنك (أى أمنعهم وأبعدهم) ، فقال له النبىّ صلىاللهعليهوسلم : «إنى لن يجيرنى من الله أحد» ، يعنى لن يجيرنى مع إجارة الله لى ، فنزلت الآية ، ومعنى : (وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً ..) أى نصيرا ومولى وحرزا ومذهبا ومسلكا.
* * *
١٠٨٤ ـ فى أسباب نزول آيات سورة المزمل
١ ـ فى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (١) : قيل : إن قريشا اجتمعت فى دار الندوة ، فقالوا : سمّوا هذا الرجل اسما يصدر عنه الناس. قالوا : كاهن؟ قالوا : ليس بكاهن. قالوا : مجنون؟ قالوا : ليس بمجنون. قالوا : ساحر؟ قالوا : ليس بساحر. فبلغ ذلك النبىّ صلىاللهعليهوسلم فتزمّل فى ثيابه ، فأتاه جبريل فقال : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) : يعنى يا أيها المتلفف بثيابه.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً) (٢) : قيل : قالت عائشة : إن الله عزوجل افترض قيام الليل فى أول هذه السورة ، فقام النبىّ صلىاللهعليهوسلم وأصحابه حولا ، وأمسك الله عزوجل خاتمتها التى تقول : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ..) (٢٠) ، أمسكها اثنى عشر شهرا فى السماء ، حتى أنزلها فى آخر هذه السورة للتخفيف ، فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة. وقيل : لما أنزل فى أولها قوله : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) (١) كانوا يقومون نحوا من قيامهم فى شهر رمضان ، حتى نزل آخرها وهو قوله : (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ ..) (٢٠) ، وكان بين أولها وآخرها نحو من سنة.
٣ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ..) (٢٠) : قيل :