يعنى فى الدين ، لقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (١٠) (الحجرات) ، ولا يجرى هذا المجرى على من غلب عليه اسم التبنّي كالمقداد بن عمرو ، فلم يكن يعرف إلا باسمه المقداد بن الأسود ، وكان الأسود عبد يغوث قد تبنّاه فى الجاهلية وعرف به.
٤ ـ وفى قوله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً) (٦) : قيل : لمّا قال الله تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ..) (الأحزاب) ، نزلت الآية (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ..) ليكتمل الكلام فى بيت النبوة كله بالتمام ، فالنبىّ صلىاللهعليهوسلم هو أبو المؤمنين ، وزوجاته أمهاتهم : أمهات النساء والرجال لا فرق ، والنبىّ صلىاللهعليهوسلم هو أبو النساء والرجال لا فرق.
٥ ـ وفى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (٩) : قيل : كان ذلك فى وقعة الخندق سنة أربع ، وجرت وبنو قريظة فى يوم واحد ، ومضت بين بنى قريظة وبنى النضير أربع سنوات.
٦ ـ وفى قوله تعالى : (إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) (١٠) : قيل : الذى جاء من أعلى من قبل المشرق : عوف بن مالك فى بنى نصر ، وعيينة بن حصن فى أهل نجد ، وطليحة بن خويلد الأسدي فى بنى أسد ، ومن بطن الوادى من قبل المغرب : أبو سفيان بن حرب على أهل مكة ، ويزيد بن جحش على قريش ، وأبو الأعور السلمى ومعه حيىّ بن أخطب اليهودى فى يهود بنى قريظة ، مع عامر بن الطفيل من الناحية المقابلة للخندق.
٧ ـ وفى قوله تعالى : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (١٢) : قيل : إن طعمة بن أبيرق ، ومعتب بن قشير ، وجماعة نحو من سبعين رجلا ، قالوا يوم الخندق : كيف يعدنا كنوز كسرى وقيصر ولا يستطيع أحدنا أن يتبرّز؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وكان النبىّ صلىاللهعليهوسلم قد وعد المؤمنين قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وقصور الحمر من أرض الروم ، وقصور صنعاء ، فقال المنافقون : ألا تعجبون ، يحدّثكم ويمنّيكم ويعدكم الباطل ، ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى ، وأنها تفتح لكم ، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفرق لا تستطيعون أن تتبرّزوا ، فنزل القرآن : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً)