٣ ـ وفى قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٢٨) : قيل : إن المؤمنين كانوا يقولون للكافرين : سيحكم الله بيننا يوم القيامة ، فيثيب المحسن ويعاقب المسيء. فقال الكفار استهزاء : متى يوم الفتح؟! فنزلت الآية.
* * *
١٠٤٥ ـ فى أسباب نزول آيات سورة الأحزاب
١ ـ فى قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً) (١) : قيل : لما هاجر رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة وكان يحب إسلام اليهود : قريظة ، والنضير ، وبنى قينقاع ، فكان يلين لهم جانبه ، ويكرم صغيرهم وكبيرهم ، وإذا أتى منهم قبيح تجاوز عنه ، وكان يسمع منهم ، فنزلت الآية. وقيل : نزلت فى أبى سفيان بن حرب ، وعكرمة بن أبى جهل ، وأبى الأعور عمرو بن سفيان ، نزلوا المدينة وطلبوا من النبىّ صلىاللهعليهوسلم أن يرفض ذكر آلهتهم اللات والعزى ومناة ، وأن يقول إن لها شفاعة ومنعة لمن عبدها ، فإذا فعل تركوه وشأنه ، فشقّ على النبىّ صلىاللهعليهوسلم ما قالوا ، وأمر أن يخرجوا من المدينة ، وبسبب ذلك نزلت الآية. وقيل : أن أهل مكة دعوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يرجع عن دينه ويعطوه شطر أموالهم ، ويزوّجه شيبة بن ربيعة ابنتيه ، فنزلت الآية ، والآية الأخرى : (وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) (٣) (الأحزاب) ، أى كافيا لك ما تخافه منهم.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ) (٤) : قيل : نزلت فى رجل من قريش كان يدعى «ذا القلبين» من دهائه. وقيل : نزلت فى جميل بن معمر الفهرى وكان حافظا ، فقالوا : ما يحفظ هذه الأشياء إلا وله قلبان. وقيل : نزلت فى رجل من بنى فهم ، قال : إن فى جوفى لقلبين أعقل بكل واحد منهما أعقل من عقل محمد! وقيل : إن محمدا له قلبان ، فربما يكون فى الشيء فينزع فى غيره. وقيل : نزلت الآية تمثيلا فى زيد بن حارثة لما تبنّاه النبىّ صلىاللهعليهوسلم.
٣ ـ وفى قوله تعالى : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٥) : قيل : نزلت فى زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد لمّا تبنّاه النبىّ صلىاللهعليهوسلم وهو بعد صغير ، فنزلت الآية تحظر أن ينسب المتبنّى إلا لأبيه ، فإن لم يكن له أب معروف ينسب إلى ولائه ، فإن لم يكن له ولاء معروف أطلقوا عليه الأخ فلان ، ونادوه يا أخى ،