٤ ـ وفى قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٧) : قيل : إن سبب هذه الآية أن اليهود قالت : يا محمد ، كيف عنينا بهذا القول : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) (٨٥) : (الإسراء) ، ونحن قد أتينا التوراة فيها كلام الله وأحكامه ، وعندك أنها تبيان كل شىء! فقال لهم : «التوراة قليل من كثير» ، ونزلت هذه الآية بالمدينة.
٥ ـ وفى قوله تعالى : (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٢٨) : قيل : نزلت الآية فى أبىّ بن خلف ، وأبىّ الأسدين ، ومنبّه ونبيه ابني الحجاج بن السباق ، قالوا للنبىّ صلىاللهعليهوسلم : إن الله تعالى خلقنا أطوارا : نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم عظاما. ثم تقول : إننا نبعث خلقا جديدا جميعا فى ساعة واحدة. فأنزل الله تعالى : (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٢٨) (لقمان).
٦ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (٣٤) : قيل : نزلت الآية فى رجل من أهل البادية ، اسمه الوارث بن عمرو بن حارثة ، أتى النبىّ صلىاللهعليهوسلم فقال : امرأتى حبلى ، فأخبرنى ما ذا تلد؟ وبلادنا جدبة ، فأخبرنى متى ينزل الغيث؟ وقد علمت متى ولدت ، فأخبرنى متى أموت؟ وقد علمت ما عملت اليوم ، فأخبرنى ما ذا أعمل غدا؟ وأخبرنى متى تقوم الساعة؟ فأنزل الله هذه الآية.
* * *
١٠٤٤ ـ فى أسباب نزول آيات سورة السجدة
١ ـ فى قوله تعالى : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (١٦) : قيل : عن أنس بن مالك قال : إن هذه الآية نزلت فى انتظار الصلاة التى تدعى العتمة. والمراد بالآية انتظار صلاة العشاء الآخرة ، لأن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يؤخرها إلى نحو ثلث الليل ، وكانوا فى الجاهلية ينامون أول الغروب ، ومن أى وقت شاء الإنسان ، فجاء انتظار وقت العشاء غريبا شاقا.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (١٨) : قيل : نزلت الآية فى علىّ بن أبى طالب ، والوليد بن عقبة بن أبى معيط ، فقد تلاحيا فقال له الوليد : أنا أبسط منك لسانا ، وأحدّ سنانا ، وأردّ للكتيبة جسدا ، فقال له علىّ : اسكت فإنك فاسق! فنزلت الآية ، وعلى ذلك فالآية مدنية لأن الوليد كان بالمدينة ، قيل : الوليد ما كان يستطيع أن يلاحى عليا فى المدينة ، والغالب أن الذى لاحاه عقبة الأب ، وعقبة لم يذهب إلى المدينة وتوفى عقب بدر ، والآية على ذلك مكية.