معنا الصلاة»؟ قال : نعم. قال : «أذهب فإنها كفّارة لما فعلت». أو قال : «قم فصلّ أربع ركعات».
* * *
١٠٢٤ ـ فى أسباب نزول آيات سورة يوسف
١ ـ قيل : إن أهل مكة سألوا الرسول صلىاللهعليهوسلم عن قصة يوسف فنزلت السورة. وقال سعد بن أبى وقاص : إن الرسول صلىاللهعليهوسلم كان يتلو عليهم القرآن كلما نزل ، فقال له الناس : لو قصصت علينا؟ فنزل : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ ...) (٣) (يوسف) ، وقالوا : لو حدثتنا؟ فأنزل الله تعالى (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) (٢٣) (الزمر). وقيل : نزلت سورة يوسف فى مكة ردّا على من سأل النبىّ صلىاللهعليهوسلم ، قالوا : أخبرنا عن رجل من الأنبياء كان بالشام ، وأخرج ابنه إلى مصر ، فبكى عليه حتى عمى؟ ولم يكن بمكة أحد من أهل الكتاب ، ولا يعرف خبر الأنبياء ، وإنما وجّه اليهود من المدينة هذا السؤال لأهل مكة يسألونه عن هذا ، فأنزل الله عزوجل سورة يوسف جملة واحدة فيها كل ما فى التوراة من خبر وزيادة.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٢) : قيل : «أنزلناه» المقصود خبر يوسف ؛ ويروى أن اليهود قالوا : سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر ، وعن خبر يوسف؟ فأنزل الله هذا بمكة موافقا للتوراة.
٣ ـ وفى قوله تعالى : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٠٦) : قيل : نزلت الآية فى قوم أقرّوا بالله خالقهم وخالق الأشياء كلها ، ومع ذلك ظلوا يعبدون الأوثان : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) (٨٧) (الزخرف). وقيل : الآية فى أهل الكتاب الذين يؤمنون بالله ويكفرون بمحمد صلىاللهعليهوسلم. وقيل : نزلت الآية فى تلبية مشركى العرب : لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه ما ملك. وقيل : هم النصارى ، أو أنهم المشبّهة : آمنوا مجملا وأشركوا مفصّلا. وقيل : هم المنافقون يقولون آمنا باللسان وقلوبهم كافرة. وقيل : نزلت هذه الآية فى قصة الدخان ، وذلك أن أهل مكة لمّا غشيهم الدخان فى سنىّ القحط قالوا : (رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ) (١٢) (الدخان) فذلك إيمانهم ، وأما شركهم فهو عودتهم إلى الكفر بعد كشف العذاب ، وبيان ذلك قوله : (إِنَّكُمْ عائِدُونَ) (١٥) (الدخان) ، والعود يكون بعد ابتداء ، فيكون معنى : (إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٠٦) (يوسف) ، أى وهم عائدون إلى الشرك.
* * *