يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٥) : قيل : نزلت فى الأخنس بن شريق ، وكان يجالس رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ويحلف أنه ليحبه ، ويضمر خلاف ما يظهر. وقيل : كان الأخنس رجلا حلو الكلام والمنطق ، يلقى رسول الله صلىاللهعليهوسلم بما يحب ، وينطوى له بقلبه على ما يسوء. ومعنى «يثنون صدورهم» يطوونها على الكفر. قيل كان الأخنس إذا رأى الرسول صلىاللهعليهوسلم ثنى صدره وظهره ، أو طأطأ رأسه ، وغطى وجهه ، لكيلا يراه فيدعوه إلى الإيمان. وقال المنافقون : إذا أغلقنا أبوابنا ، واستغشينا ثيابنا ، وثنينا صدورنا على عداوة محمد ، فمن يعلم بنا؟ فنزلت الآية.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٨) : قيل : لما نزلت : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤) (هود) قال ناس : إن الساعة اقتربت ، فتناهى قوم قليلا ، ثم عادوا إلى مكرهم مكر السوء ، فأنزل الله الآية.
٣ ـ وفى قوله تعالى : (فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ ...) (١٢) : قيل : كان الرسول صلىاللهعليهوسلم قبل أن تنزل الآية قد همّ أن يدع نقد آلهتهم ، ومعنى الآية : هل أنت تارك ما فيه نقد آلهتهم كما سألوك؟ وذلك أنهم قالوا له : لو أتيتنا بكتاب ليس فيه نقد آلهتنا لاتّبعناك ، فهمّ النبىّ صلىاللهعليهوسلم أن يدع نقد آلهتهم ، فنزلت ، وهذا غير صحيح.
٤ ـ وفى قوله : (... أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ) (١٢) : قيل : قال ذلك عبد الله بن أمية بن المغيرة المخزومى.
٥ ـ وفى قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) (١٢) : قيل : لما همّ أن يدع نقد آلهتهم ، نزلت الآية تقول : يا محمد (إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ ..).
٦ ـ وفى قوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) (١١٤) : قيل : نزلت فى رجل من الأنصار هو أبو اليسر بن عمرو ، وقيل اسمه عبّاد ، خلا بامرأة فقبّلها وتلذذ بها فيما دون الفرج. وقيل : جاء إلى النبىّ صلىاللهعليهوسلم فقال : إنى عالجت امرأة فى أقصى المدينة ، وإنى أصبت منها دون أن أمسها ، فاقض فىّ ما شئت. فقال عمر : لقد سترك الله ، لو سترت على نفسك! فلم يردّ عليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم شيئا ، فانطلق الرجل ، فأتبعه رسول الله صلىاللهعليهوسلم رجلا فدعاه ، فتلا عليه الآية ، فسأل رجل من القوم : هذا له خاصة؟ قال : «لا ، بل للناس كافة». وقيل : سأله الرجل : إلىّ هذه يا رسول الله؟ فقال : «لك ولمن عمل بها من أمتى ..» وروى أن النبىّ صلىاللهعليهوسلم أعرض عنه ، وأقيمت صلاة العصر ، فلما فرغ منها نزلت الآية ، فقال له : «أشهدت