اتبعوا الرسول صلىاللهعليهوسلم من المهاجرين والأنصار فى غزوة تبوك ، فلما عانوا العسرة فى الظّهر ، وفى الزاد ، والماء ، كادوا أن يضلوا لو لا أن تاب الله عليهم التوبة الأولى بأن تدارك قلوبهم حتى لم تزغ وعفا عنهم ، ثم كانت التوبة الثانية أن استنقذهم من شدة العسرة ونكاية العدو ، فكانت توبته عليهم ليتوبوا أن وفّقهم أولا للتوبة ليتوبوا ، ثم كانت التوبة الثانية ، فلم يعجّل عقابهم ليتوبوا ، فتاب عليهم ليثبتوا على التوبة ، ولو لا أنهم سبق لهم فى علمه أن قضى لهم بالتوبة ما تابوا. وكانت التوبة التى تابها الله على نبيّه صلىاللهعليهوسلم إذنه للمنافقين فى القعود.
* * *
١٠٢٢ ـ فى أسباب نزول آيات سورة يونس
١ ـ فى قوله تعالى : (أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ) (٢) : قيل : الآية نزلت لإزالة العجب من عقولهم والشك فى نفوسهم ، وكان عجبهم أن يكون الرسول بشرا منهم ، وأن يكون له حق إنذار الناس وتبشيرهم ، ولما استمعوا له كان القرآن وهو يتلوه كالسحر المبين فوصفوه لذلك بأنه ساحر مبين.
٢ ـ وفى قوله تعالى : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١١) : قيل : الذى استعجل العقوبة كان النضر بن الحارث ، قال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء! وقيل : نزلت الآية فى الرجل يدعو على نفسه أو ماله أو ولده إذا غضب ، فلو استجيب ذلك منه كما يستجاب للخير ، لقضى إليهم أجلهم. والآية نزلت ذامّة الخلق الذميم الذى يحمل الناس أحيانا على الدعاء فى الشرّ ، فلو عجّل لهم هلكوا.
٣ ـ وفى قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٢) : قيل : نزلت فى أبى حذيفة بن المغيرة ، وكانت تصيبه البأساء والشّدة والجهد ، فكان هذا هو حاله منها. وقيل : وهذه صفة الكثيرين ، والآية تعم الكافر وغيره ، وكما زيّن لهم الدعاء عند البلاء ، والإعراض عند الرخاء ، كذلك زين للمشركين أعمالهم من الكفر والمعاصى.
* * *
١٠٢٣ ـ فى أسباب نزول آيات سورة هود
١ ـ فى قوله تعالى : (أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ