العذاب وأحاط بهم ؛ وفى سورة ق فى قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ) (١٢) : أن ثمود كانوا مثل قوم نوح وأصحاب بئر الرس من المكذّبين ، وهؤلاء سبقوا ثمود ، وفى سورة القمر فى قوله تعالى : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (٢٣) فَقالُوا أَبَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ (٢٤) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (٢٥) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (٢٦) إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (٢٧) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (٢٨) فَنادَوْا صاحِبَهُمْ فَتَعاطى فَعَقَرَ (٢٩) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) (٣١) : أن ثمود كذّبوا كافة إنذارات نبيّهم صالح ، واستكثروا أن يعظهم واحد منهم ، وأن يسألهم أن يتّبعوه وهو الواحد وهم الكثرة ، ولو فعلوا لضلوا وفقدوا عقولهم ، وقالوا : هل من العقل أن نقبل أن يخصّ من بيننا بالرسالة؟ واتهموه بأنه كذّاب فى ادعائه النبوة ، وأنه والغ فى الكذب ، والله يعلم من الكذّاب ، ويوم القيامة يعلمون كذلك. وطلبوا مكابرة آية منه عبارة عن ناقة لها بركات وكرامات خاصة ، وقبل نبيّهم صالح طلبهم بعد استئذان ربّه ، واشترط عليهم أن يكون لها يوم لا تشرب فيه ماءهم وتدر عليهم لبنها ، وأن يكون لهم يوم يشربون فيه الماء فلا يسقون اللبن ، وارتضوا الاتفاق ، إلا أنهم نقضوه بعد فترة ، وتصدّى أشقاهم وأسوأهم للناقة فعقرها ، وما كان من الممكن أن ينقضوا العهد لو لم يكونوا من الكفرة المكذّبين ، فعذّبهم الله ، وأرسل عليهم صيحة اخترقت حاجز الصوت ، فحطّمت هياكلهم ، وفتتت أجسامهم حتى صارت كالهشيم المحتظر ، أو كيابس أوراق الشجر من نوع ما يوضع فى حظائر الحيوان ؛ وفى سورة ص فى قوله تعالى : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ) (١٣) : انضم من المكذّبين إلى ثمود : قوم نوح ، وقوم عاد ، وآل فرعون وأصحاب الرس ، وقوم لوط ، وأصحاب الأيكة ، وأولئك هم الأقوام الذين اشتهروا فى الديانات بأنهم تحزّبوا ضد أنبيائهم ، وأنهم عذّبوا أيما عذاب ؛ وفى سورة الأعراف فى قوله تعالى : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٣) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفاءَ مِنْ بَعْدِ عادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِها قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٧٤) قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٧٥) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (٧٦) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقالُوا يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٧٧) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا