قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    موسوعة القرآن العظيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    المؤلف :دكتور عبد المنعم الحفني

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :مكتبة مدبولي

    الصفحات :1246

    تحمیل

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    630/1246
    *

    والأرض والجبال لأبين أن يحملنها ، والإنسان قبل ذلك ، لأنه لم يحسب حسابها ، فظلم نفسه لجهله بها ، واختتمت السورة بتوعّد المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ، وببشارة المؤمنين والمؤمنات. فهذه جملة ما فى هذه السورة العظيمة من أخبار وروايات وآداب ومواعظ وحكم وتشريعات ، والحمد لله ربّ العالمين.

    * * *

    ٦١٥. سورة سبأ

    سورة مكيّة ، وقيل إلا الآية : (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (٦) فإنها مدنية ، والذين قالوا بذلك ساقوا الآية على معنى أن من أوتوا العلم هم أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام وغيره ، وهؤلاء كانوا من أهل المدينة ، ومن قال ذلك لم يعتبر أنه كان بمكة من أوتى العلم ، وهذا تجنّ وحطّ من قدر العرب ، فكأن العلم كان وقفا على اليهود بالمدينة لا غير؟! وفى رأينا أن الذين أوتوا العلم هم المؤمنون أصحاب النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانوا بمكة ، فمن يعلم حقّ العلم يؤدى به علمه إلى أن يؤمن ، ومن يكفر هو الذى لا علم له على الحقيقة ، والآية إذن مكية كالسورة كلها ، ومن بعد هؤلاء المؤمنين أصحاب النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان العلماء من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى كل مكان وزمان. والسورة نزلت بعد سورة لقمان ، وترتيبها فى المصحف الرابعة والثلاثون ، وفى التنزيل هى الثامنة والخمسون ، وآياتها أربع وخمسون ، وموضوعها : الدفاع عن القرآن ، والتعريف بالله تعالى ، وبالساعة ، والبعث ، وتحفل بالبراهين على حقيقته ، وترد على المنكرين الردود المفحمة ، وتضرب الأمثال بقصص الأنبياء من الماضى كداود وسليمان ، وتعدّد أفضال الله عليهما ، فلما ذكرت سليمان استدعى اسمه قصته مع سبأ ، وأوردت السورة أطرافا مما جرى لأهلها لمّا كانوا على الإيمان ، فكانت بلادهم جنّة ، فلما كفروا بأنعم الله دمّر لهم سدّهم ، وجرف السيل العرم البيوت ، وأغرق الغيطان. وتناولت السورة شبهات المشركين حول رسالة النبوّة ، وختمت بدعوتهم إلى الإيمان بالله الذى بيده أمور الخلق أجمعين.

    وتبدأ السورة أول ما تبدأ بالحمد لله ، والحمد هو الثناء الشامل كله لله ، لأن كل النّعم منه ، وهو تعالى المحمود دوما فى الآخرة والأولى ، وهو يعلم ما يجرى فى السماء والأرض ، ويعلم الساعة ، وكان أبو سفيان يقول لكفّار مكة : واللات والعزّى لا تأتينا الساعة أبدا ولا نبعث! فقال له تعالى مخاطبا النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ) (٣) ، وأمثال أبى سفيان هم الذين تخاطبهم السورة باسم المعاجزين ، يعنى يسعون فى آيات الله ،