فيما أخرجه البخارى ، أن الرسول صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من مولود يولد إلا على الفطرة ، فأبواه يهوّدانه ، أو ينصّرانه أو يمجّسانه» ، وقال : «لا تقتلوا ذرية! لا تقتلوا ذرية! كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها ، فأبواها يهوّدانها أو ينصّرانها» أخرجه أحمد والنسائى وليس دين سوى الإسلام ، والدين فى قوله تعالى : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) (الروم ٣٠) هو التمسّك بما أمر به الله ، والانتهاء عما نهى عنه ، والتزام الفطرة والعقل السليمين وذلك هو الإسلام ، وليس اليهودية ولا النصرانية.
* * *
٥٣٥. القرآن أخبر عن تحريف اليهود للتوراة
يخبر الله تعالى عن اليهود بأنهم حرّفوا فى كتابهم ، أى بدّلوا فيه ، فأضافوا وأنقصوا ، وأوّلوا فى معانيه وأخرجوها عن مرادات الله ومقصوده ، فضلّوا وأضلّوا ، ويبدو أن هذا هو دأبهم : أن يحيدوا دوما عن الحق ، ولا يقولوا الصدق ، وأن يمكروا ويخاتلوا. ويأتى فى التنزيل تحريفهم للتوراة ـ ولدعوة الإسلام خصوصا ـ أربع مرات ، ففي سورة النساء يقول الله تعالى : (مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَراعِنا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ) (٤٦) ، وفى سورة المائدة يقول : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ) (١٣) ، ويقول : (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ) (٤١) ، وفى سورة البقرة يقول : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٧٥). فهؤلاء هم اليهود دائما ، عمدوا إلى ما أنزل الله على موسى ، فغيّروا فيه ، وحلّلوا وحرّموا ، وألحقوا بها ما شاءوا ، وتأوّلوا أوامر الله ونواهيه على غير ما أنزلها ، وحمّلوها بغير ما تحتمل ، وقالوا عن الله ، وعن موسى وأنبيائهم ، ما لم يقولوه ، ونسوا ما ذكّروا به ، وتركوا العمل بالتوراة ، ورغبوا عنها ، ففسدت فطرتهم ، وانحرفوا عن جادتهم ، ولا تزال تطّلع على خائنة الأعين منهم.
* * *
٥٣٦. عزير أو عزرا ابن الله
عزير هو التصحيف العربى لعزريا ، والاسم عبرى ومعناه العون ، وينطقه اليهود عزرا ، وهو الكاهن ابن سرايا الذى قدّم لليهود الخدمات الجليّ ، ويأتى اسمه فى الآية : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة ٣٠) تنويها به ككاتب للتوراة. ويسخر بعض المستشرقين من قول القرآن : إن اليهود تدّعى أن عزير ابن الله ، ومن هؤلاء كازانوفا ويونج ،