ربّ الملائكة والروح» روته عائشة وأخرجه مسلم. والملائكة لا تمل التسبيح ولا تسأمه ، كقوله تعالى : (يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) (٣٨) (فصلت) ، وقوله : (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) (٥) (الشورى) ، وقوله : (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) (٧٥) (الزمر) ، وقوله : (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (٧) رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨) وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٩) (غافر) ، قيل حملة العرش هم أفضل الملائكة ، ومن فضلهم أن يستغفروا لبنى آدم ، فهم أفضل من كل بنى آدم ، قيل هم أنصح عباد الله لعباد الله ، وإبليس أغشى عباد الله لعباد الله ، ولو أن ملكا واحدا استغفر للمؤمنين لغفر لهم ، فكيف وجميع الملائكة يستغفرون لهم؟! فهذا هو تسبيح الملائكة : تنزيه وحمد وتقديس لله تعالى ، ودعاء للمسلمين.
* * *
٣٨٥. أيهما أفضل الملائكة أم البشر؟
الذين يقولون الملائكة أفضل ، حجّتهم قوله تعالى عنهم : (عِبادٌ مُكْرَمُونَ (٢٦) لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) (٢٧) (الأنبياء) ، وقوله : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (٦) (التحريم) ، وقوله : (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلَا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) (١٧٢) (النساء) ، وقوله : (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ) (٥٠) (الأنعام) ، وقوله فى الحديث : «من ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم» ، وذلك ملأ الملائكة.
والذين يقولون البشر أفضل حجّتهم قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٧) (البينة) ، وقوله صلىاللهعليهوسلم : «إن الملائكة لتضع أجنحتها رضى طالب العلم» ، والحديث فى أهل عرفات : وإنه ليدنو ثم يباهى بهم الملائكة (الأنبياء) ، وبهم هم المؤمنون ، وهم أفضل لأنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم. واحتج البعض مع ذلك إثباتا لاعتقادهم بأن والملائكة أفضل ، بقولهم لله تعالى : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) (٣٠) (البقرة).
* * *