قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    موسوعة القرآن العظيم

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    المؤلف :دكتور عبد المنعم الحفني

    الموضوع :القرآن وعلومه

    الناشر :مكتبة مدبولي

    الصفحات :1246

    تحمیل

    موسوعة القرآن العظيم [ ج ١ ]

    244/1246
    *

    ذلك. والآية من خير ما يتمثل به المسلمون فى مثل هذه المواقف ، فيقولون لصاحب الاتجاهين والمتراوح بين الأمرين : ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه.

    * * *

    ٢٧٢. هل كان النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفاكا؟ وهل كتابه القرآن ليس سوى أساطير؟

    كان النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم منذ بداية المبعث أفاكا عند اليهود العرب ، واتهمه أهل الكتاب فى أوروبا منذ بداية العصور الوسطى بالإفك ، وما يزال أفّاكا عند مفكرين من أمثال رودنسون اليهودى ، وقد تناول القرآن ذلك فى سورة الفرقان ، قال : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً) (٤) ، وكنا عند ما نقرأ هذه الآية نحسب أن ما يقولون به هو نفسه ما كان يظنه الأولون فى النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعجبنا أن يذهب إلى نفس المذهب رغم الفارق الزمنى ، المحدثون من الأوروبيين ، ورغم مقالة القرآن فيمن رأى رأيهم ، قال : (جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً). والإفك : هو الكذب ، والحديث الإفك : هو الذى لا أصل صحيحا له. وأول من قال ذلك فى النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : النضر بن الحرث ، ورغم أنه عربى وابن خالة النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إلا أن ثقافته لم تكن عربية ، وكان يقرأ بالفارسية ، وقرأ تاريخهم فى الحيرة ، وكان أول من غنّى على العود بألحان فارس. ولمّا أظهر النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الإسلام وتلا على الناس القرآن ، كان الشّرك الفارسى مستحكما فيه ، فبادر النصّ القرآنى بالعداء ، واختصمه ، وهزأ به ، وندّد بالقرآن ، وتزعّم معسكر المخالفين ، وكان صاحب لواء المشركين فى بدر ، وكان النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا جلس مجلسا للتذكير بالله والتحذير من مثل ما لحق الأمم الخالية من نقمة الله تعالى ، جلس النضر بعده فحدّث بأخبار ملوك فارس ورستم وإسفنديار ، يقول : أنا أحسن من محمد حديثا ، وهو فى حديثه لا يأتيكم إلا بأساطير الأولين! ـ ونحن كثيرا ما نسمع اليوم مثل ذلك النقد للقرآن. وقيل إن المسلمين لما أسروا النضر ، قتلوه صبرا بعد انصرافهم من بدر ، فقالت ابنته قتيلة :

    ما كان ضرّك لو منيت ، ربما

    منّ الفتى وهو المغيظ المحنق

    تريد بذلك لوم النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على قتله ، وقال الجاحظ : إنها استوقفته وهو يطوف بالكعبة ، وجذبت رداءه حتى انكشف منكبه ، وأنشدته أبياتها هذه ، فرقّ لها حتى دمعت عيناه ، وقال : لو بلغنى شعرها قبل أن أقتله لوهبته لها! ـ والجاحظ كاذب ، فلا وجود لقتيلة التى أطلق عليها اسم ليلى ابنة النضر ، ولا قتيلة هذه قالت شعرا فيه ، والقصيدة كلها ملفقة ، وشعرها مصنوع ، والنضر لم يقتل صبرا وإنما أصابته جراح ، وامتنع عن الطعام والشراب لا يتناوله من أيدى المسلمين ، فمات! ـ وقيل : إنما قتيلة كانت أخت النضر ، والنضر لم يكن