وترجم القرآن شفيجر النورمبرجى إلى الألمانية سنة ١٦١٦ م ، ثم ترجمه سيور دوريز إلى الفرنسية سنة ١٦٤٩ م ، وعن هذه الترجمة قدّم الإنجليزى الكسندروس ، قسيس كاريسبروك ، سنة ١٦٤٩ م ، أول ترجمة إنجليزية ، ثم ظهرت ترجمة لاتينية ثانية للأب مارتشى البادوى سنة ١٦٩٨ م ، وطبعت هذه الترجمة فى انجلترا أربع مرات فى السنوات ١٧٣٤ ، و ١٧٦٤ ، و ١٨٠١ م ، وصدرت أول ترجمة روسية سنة ١٧٧٦ ، ثم نشرت ترجمة ثانية بالفرنسية سنة ١٧٨٣ م ، وترجمة ثالثة سنة ١٨٤٠ ، وأعيد طبعها سنة ١٨٤١ ، ثم سنة ١٨٦٧. وتعتبر الترجمة الألمانية الصادرة سنة ١٨٤١ أول ترجمة يمكن أن توصف بالجودة وقد توفر عليها فلوجل ، وتميزت الترجمة الإنجليزية التى أصدرها رودويل سنة ١٨٦١ بترتيب السور بحسب نزولها تاريخيا. وفى سنة ١٩٢٩ صدرت ترجمة أخرى إيطالية لبونللى ، ثم ترجمة تشيكية لنيكل ١٩٣٤ ، ثم ترجمة شير علىّ الباكستانى الإنجليزية سنة ١٩٥٥ ، وترجمة بالتيمور الإنجليزية سنة ١٩٥٦ ، وهناك غير ذلك ترجمة خالد شلدريك الإنجليزى المسلم بلغة الاسبرانتو سنة ١٩١٤ ، وتوفر مجمع البحوث الإسلامية فى مصر على إصدار ترجمات إنجليزية وألمانية وروسية ، وكانت هناك محاولات ترجمة إلى التركية والأوردية والفارسية والجاوية والملوية والصينية ، بخلاف ترجمات أخرى كثيرة صدرت مؤخرا مثل ترجمة جاك بيرك الفرنسية. وكانت أكثر الترجمات بالإنجليزية ، ثم الفرنسية ، فالألمانية ، فالإيطالية ، ويا ليت هناك ترجمات بالسواحلية ، ولغات جمهوريات آسيا الوسطى ، ودول أوروبا الشرقية والغربية ، ودول أمريكا اللاتينية. وأحصيت خمس ترجمات بالفارسية وبالتركية ، وأربع بالصينية ، واثنتان بالأفغانية ، وواحدة بالجاوية ، وأخرى بالأوردية.
ولوحظت فى كل هذه الترجمات عيوب خطيرة وأخطاء فاحشة مما رجّح الرأى الذى يدعو إلى عدم ترجمة القرآن ، وكثير من هذه الأخطاء متعمدة. والترجمة فى الاصطلاح تفسير بلغة المترجم ، إلا أن شرط الترجمة أن تفى بجميع معانى النصّ القرآنى وبكل مقاصده. والترجمة كعلم إما حرفية وإما تفسيرية ؛ والحرفية هى التى يراعى فيها الأصل من حيث نظم الكلام وترتيبه ، وتقوم على اختيار المرادفات للألفاظ الأصلية ، وأما التفسيرية فهى ترجمة للمعانى ، ولذا تسمى كذلك الترجمة المعنوية ، وإنما تسميتها بالتفسيرية لأنها تشبه التفسير. ويقتضى حسن الترجمة أن يكون المترجم ملما إلماما واسعا باللغة التى يترجم منها ، واللغة التى يترجم إليها ، وأن يحيط علما بأساليبهما وخصائص كل لغة ، فإذا ترجم استوفى المعانى بأصولها ومقاصدها ، وراعى أن لا تكون الترجمة حرفية أى محاكية