الاستبشار
تقول اللغة : بشّرته أخبرته بخبر سار بسط بشرة وجهه ، وذلك أن النفس اذا سرت انتشر الدم فيها انتشار الماء في الشجر ، واستبشر أي وجد ما يبشره من الفرح.
والبشير هو المبشر. وتباشير الوجه ما يبدو من سروره ، وتباشير الصبح ما يبدو من أوائله وتباشير النخل ما يبدو من رطبه. والبشر طلاقة الوجه وبشاشته ، والبشارة الخبر المفرح الذي تظهر معه طلاقة الانسان وفرحه.
والتبشير يكون بالخير في العادة ، وقد يكون بالشر اذا كان مقيدا به. يقال بشره تبشيرا اذا أخبره بخبر يظهر أثره على بشرة وجهه. ويقول الامام القرطبي : التبشير هو الاخبار بما يظهر أثره على البشرة ـ وهي ظاهر الجلد ـ لتغيرها بأول خبر يرد على الانسان ، ثم الغالب أن يستعمل في السرور مقيدا بالخير المبشر به ، وغير مقيد ايضا. ولا يستعمل في الغم والشر الا مقيدا منصوصا على الشر المبشر به كقول الله تعالى :
«فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ».
ومن هنا سميت البشرى بذلك لأنها تؤثر في بشرة الوجه ،