مَرَّةً) التوبة : ٨٠] والله أعلم.
وذهب بعض علماء الفلك إلى أن الحصر في السبع حقيقيّ ، وأن المراد به العالم الشمسيّ وحده دون غيره. وعبارته : إن قيل : إن كلّ ما يعلو الأرض ـ من الشمس والقمر والكواكب ـ هو سماء ، فلما ذا خصّص تعالى عددا هو سبع؟ فالجواب : لا شكّ أنه يشير إلى العالم الشمسيّ ـ الذي أحطنا الآن به علما ـ وأنّ حصر العدد لا يدل على احتمال وجود زيادة عن سبع ، لأن القول بذلك ، يخرج تطبيق القرآن على الفلك ، لأنّ العلم أثبتها سبعا كالقرآن الذي لم يوجد فيه احتمال الزيادة ـ لأن الجمع يدخل فيه جميع العوالم التي لا نهاية لها ـ حتى يمكن أن يقال : إنّ سبعا للمبالغة ـ كسبعين وسبعمائة ـ ولا يصحّ أن يكون العدد سبعة للمبالغة لأنه قليل جدا بالنسبة إلى العوالم التي تعد بالملايين ـ مثل العالم الشمسيّ ـ ويؤيد الحصر في هذا العدد آية (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً) [نوح : ١٥ ـ ١٦] فأخرج الشمس لأنها مركز وأخرج القمر لأنه تابع للأرض ، ولم يبق بعد ذلك إلا سبع ..!
قال : وبذلك تتجلّى الآن معجزة واضحة جليّة. لأنه في عصر التقدّم والمدنية العربية ، حينما كان العلم ساطعا على الأرض بعلماء الإسلام ، كان علماء الفلك لا يعرفون من السيارات إلّا خمسا ـ بأسمائها العربية إلى اليوم ـ وهي : عطارد ، الزهرة ، المريخ ، المشتري ، زحل. وكانوا يفّسرونها بأنها هي السموات المذكورة في القرآن. ولمّا لم يمكنهم التوفيق بين السبع والخمس ، أضافوا الشمس والقمر لتمام العدد. مع أنّ القرآن يصرّح بأنّ السموات السبع غير الشمس والقمر. وذلك في قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ، ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ، وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) [الرعد : ٢] ، فلفظ «وسخر» دليل يفصل تعداد الشمس والقمر عن السبع السموات. ولذلك كان المفسّرون ـ الذين لا يعرفون الهيئة ـ لا يرون أن تعدّ الشمس سماء ، ولا القمر ، لعلمهم أن السموات السبع مسكونة. وأمّا الشمس فنار محرقة. فذهبوا ـ في تفسير السموات ـ على تلك الظنون. ولمّا اكتشف بعد (بالتلسكوب) سيّار لم يكن معلوما ، دعوه «أورانوس» ثم سيّر آخر سمّوه «نبتون» ـ صارت مجاميع السيارات سبعا ، فهذا الاكتشاف ـ الذي ظهر بعد النبي صلىاللهعليهوسلم بألف ومائتي سنة ـ دلّ على معجزة القرآن ، ونبوّة المنزل عليه صلىاللهعليهوسلم.