طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ).
يعني : اللذات التي تشتهيها النفوس ، مما أحلّ الله لكم من المطاعم الطيبة والمشارب اللذيذة ، (وَلا تَعْتَدُوا) ، ولا تجاوزوا الحلال إلى الحرام ، وقيل : [هو](١) جبّ المذاكير (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
(وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٨٨))
(وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) ، قال عبد الله بن المبارك : الحلال ما أخذته من وجهه ، والطيب ما غذى وأنمى ، فأما الجوامد كالطين والتراب وما لا يغذي فمكروه إلا على وجه التداوي ، (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ).
[٨٢١] أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني أنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب أنا أبو عيسى الترمذي أخبرنا أحمد بن إبراهيم الدورقي وسلمة بن شبيب ومحمود بن غيلان قالوا : أخبرنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يحبّ الحلواء والعسل.
(لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٨٩))
قوله عزوجل : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما نزلت (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) [المائدة : ٨٧] ، قالوا : يا رسول الله كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ وكانوا حلفوا على ما اتفقوا عليه ، فأنزل الله : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) ، قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر (عَقَّدْتُمُ) بالتخفيف ، وقرأ ابن عامر «عاقدتم» بالألف وقرأ الآخرون «عقّدتم» بالتشديد ، أي : وكّدتم ، والمراد من الآية قصدتم وتعمّدتم ، (فَكَفَّارَتُهُ) ، أي : كفارة ما عقدتم الأيمان إذا حنثتم ، (إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ) ، واختلفوا في قدره ، فذهب قوم إلى أنه يطعم كل مسكين مدّا من الطعام بمدّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وهو رطل وثلث من غالب قوت البلد ، وكذلك في جميع
__________________
[٨٢١] ـ إسناده صحيح ، رجاله ثقات مشاهير ، أبو أسامة هو حماد بن أسامة.
وهو في «شرح السنة» ٢٨٥٩ بهذا الإسناد ، وفي «سنن الترمذي» ١٨٣١ وفي «الشمائل» ١٦٤ عن أحمد وسلمة ومحمود بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري ٥٤٣١ و ٥٥٩٩ و ٥٦١٤ و ٥٦٨٢ و ٦٩٧٢ ومسلم ١٤٧٤ ح ٢١ وأبو داود ٣٧١٥ وابن ماجه ٣٣٢٣ وأحمد (٦ / ٥٩) وأبو يعلى ٤٧٤١ وأبو الشيخ في «أخلاق النبي صلىاللهعليهوسلم» ص ٢٠٣ من طرق عن أبي أسامة به.
وأخرجه البخاري ٥٢٦٨ و ٥٢١٦ ومسلم ١٤٧٤ والدارمي (٢ / ١٠٧) وأبو الشيخ ص ٢٠٣ والبغوي في «شرح السنة» ٢٨٦٠ من طرق علي بن مسهر عن هشام به.
وأخرجه البخاري ٥٢٦٧ و ٦٦٩١ ومسلم ١٤٧٤ والنسائي (٦ / ١٥١) و (٧ / ٧١) وأحمد (٦ / ٢٢١) من طرق عن أبي جريج عن عطاء أنه سمع عبيد الله بن عمير يقول : سمعت عائشة .... فذكره.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.