الزكاة ، وصوموا رمضان واستقيموا يستقم لكم ، فإنّما هلك من كان قبلكم بالتشديد ، شدّدوا على أنفسهم فشدّد الله عليهم ، فأولئك بقاياهم في الديارات (١) والصوامع» ، فأنزل الله عزوجل هذه الآية.
[٨١٩] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن الحارث أنا أبو الحسن محمد بن يعقوب الكسائي أنا عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن رشدين (١) بن سعد حدثني ابن أنعم (٢) عن سعد بن مسعود :
أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه أتى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فقال : ائذن لنا في الاختصاء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ليس منّا من خصى ولا من اختصى ، [إن](٢) خصاء أمتي الصيام» ، فقال : يا رسول الله ائذن لنا في السياحة ، فقال : «إنّ سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله» ، فقال : يا رسول الله ائذن لنا في الترهب ، فقال : «إن ترهّب أمتي الجلوس في المساجد وانتظار الصلاة».
[٨٢٠] وروي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا قال : يا رسول الله إني [إذا](٣) أصبت من اللحم انتشرت (٤) وأخذتني شهوة ، فحرّمت اللحم ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا
__________________
[٨١٩] ـ إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد وابن أنعم ، وهو عبد الرحمن بن زياد ، وله علة أخرى ، وهي الانقطاع بين سعد بن مسعود وعثمان بن مظعون.
وهو في «شرح السنة» ٤٨٥ بهذا الإسناد ، وفي «الزهد» ٨٤٥ لابن المبارك عن رشدين بن سعد.
ولقوله : «ليس منا من خصى واختصى» شاهد من حديث ابن عباس عند الطبراني في «الكبير» ١١٣٠٤ وإسناده ضعيف قال الهيثمي في «المجمع» ٧٣٢٢ وفيه معلّى بن هلال ، وهو متروك ا ه.
ولقوله «خصاء أمتي الصيام» شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عند أحمد (٢ / ١٧٣) والطبراني كما في «المجمع» ٧٣٢٠ وقال الهيثمي : ورجاله ثقات ، وفي بعضهم كلام ا ه.
وفي الباب من حديث عثمان بن مظعون عند الطبراني في «الكبير» ٨٣٢٠ «أنه قال : يا رسول الله إني رجل تشق علي هذه العزبة في المغازي ، فتأذن لي فأختصي؟ قال : «لا ولكن عليك يا ابن مظعون بالصيام فإنها مجفرة».
قال الهيثمي في «المجمع» ٧٣٢١ : وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي ، وثقه ابن معين وغيره وضعفه جماعة ، وبقية رجاله ثقات ا ه.
ولفظ الحديث في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص قال : «أراد عثمان بن مظعون أن يتبتل ، فنهاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم عنه» قال سعد : فلو أجاز له ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم لاختصينا.
أخرجه البخاري ٥٠٧٣ و ٥٠٧٤ ومسلم ١٤٠٢ والترمذي ١٠٨٣ وابن ماجه ١٨٤٨ والنسائي (٦ / ٥٨) وأحمد (١ / ١٧٥ و ١٧٦ و ١٨٣) وابن حبان ٤٠٢٧ والبيهقي (٧ / ٧٩).
ولقوله «إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله» شاهد من حديث أبي أمامة عند أبي داود ٢٤٨٦ والطبراني في «الكبير» ٧٧٠٨ و ٧٧٦٠ والحاكم «٢ / ٧٣» وصححه ، ووافقه الذهبي ، وكذا صححه عبد الحق في «أحكامه».
(١) وقع في الأصل «رشد» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التراجم.
(٢) وقع في الأصل «أبو نعيم» والتصويب عن «شرح السنة» و «زهد ابن المبارك» وكتب التراجم.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من كتب الحديث.
[٨٢٠] ـ أخرجه الترمذي ٣٠٥٤ والطبري ١٢٣٥٤ وابن عدي (٥ / ١٧٠) والواحدي ٤١٠ من حديث ابن عباس ، وفيه عثمان بن سعد الكاتب ، وهو ضعيف كما في «التقريب» ، وقال الترمذي : حسن غريب ، ورواه بعضهم مرسلا ا ه.
وأعله ابن عدي بضعف عثمان الكاتب ، لكن للحديث شواهد وطرق ، وهو في «صحيح الترمذي» (٣ / ١٠٤٦).
(٤) في الأصل «فانتشرت».
__________________
(١) في المطبوع «الديار».
(٢) زيادة عن المخطوط.