محمد بن إسحاق أنا أبو يعلى الموصلي أنا وهب بن بقية أنا خالد يعني ابن عبد الله الواسطي عن العلاء بن المسيّب عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل إذا عمل العامل منهم الخطيئة نهاه الناهي تعذيرا ، فإذا كان من الغد جالسه وآكله وشاربه كأنه لم يره على الخطيئة بالأمس ، فلما رأى الله تبارك وتعالى ذلك منهم ضرب قلوب بعضهم على بعض ، وجعل منهم القردة والخنازير ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، والذي نفسي بيده لتأمرنّ بالمعروف ولتنهونّ عن المنكر ، ولتأخذنّ على يد السفيه ولتأطرنّه على الحق أطرا أو ليضربنّ الله قلوب بعضكم على بعض ، ويلعنكم كما لعنهم».
(تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ (٨٠) وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِياءَ وَلكِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ (٨١) لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى ذلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْباناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (٨٢))
قوله تعالى : (تَرى كَثِيراً مِنْهُمْ) ، قيل : من اليهود كعب بن الأشرف وأصحابه ، (يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، مشركي مكة حين خرجوا إليهم يجيشون على النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، وقال ابن عباس ومجاهد والحسن : منهم يعني المنافقين يتولّون اليهود ، (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ) ، بئس ما قدّموا من العمل لمعادهم في الآخرة ، (أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ) ، غضب الله عليهم ، (وَفِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ).
(وَلَوْ كانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِ) محمد صلىاللهعليهوسلم ، (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِ) ، يعني : القرآن ، (ما
__________________
وهو في «مسند أبي يعلى» ٥٠٩٤ عن وهب بن بقية الواسطي بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو داود ٤٣٣٧ من طريق العلاء عن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة به.
وأخرجه أبو يعلى ٥٠٣٥ والطبري ١٢٣٠٩ من طريق المحاربي عن العلاء عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة به. وفي مسند أبي يعلى «عبد الله عن عمرو» بدل «عبد الله بن عمرو».
وأخرجه أبو داود ٤٣٣٦ والترمذي ٣٠٥١ وابن ماجه بأثر ٤٠٠٦ وأحمد (١ / ٣٩١) والطبري ١٢٣١٢ و ١٢٣١٣ و ١٢٣١٤ من طرق عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة به.
وأخرجه الطبري ١٢٣١١ من طريق سفيان حدثنا علي بن بذيمة عن أبي عبيدة ، أظنه عن مسروق عن عبد الله بن مسعود.
قال أبو داود : رواه المحاربي عن العلاء بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن مرة عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن عبد الله.
ورواه خالد الطحان عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة ا ه.
وقال الترمذي : حديث حسن غريب ا ه.
وأخرجه ابن ماجه ٤٠٠٦ عن أبي عبيدة مرسلا وكذا الطبري ١٢٣١٤.
وله شاهد عند الطبراني كما في «المجمع» ١٢١٥٣ من حديث أبي موسى وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح ا ه.
وقال الحافظ ابن كثير في «تفسير» (٢ / ١٠٨) : قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي وقد رواه خالد بن عبد الله الواسطي عن العلاء عن عمرو بن مرة عن أبي موسى ا ه.
وفي الباب أحاديث يحسن بها انظر «الدر المنثور» (٢ / ٥٣٣ ، ٥٣٤) و «تفسير ابن كثير» عند هذه الآية.