أزلامهم سبعة قداح مستوية من شوحط (١) ، يكون عند سادن الكعبة ، مكتوب على واحد نعم ، وعلى واحد لا ، وعلى واحد منكم ، وعلى واحد من غيركم ، وعلى واحد ملصق (١) ، وعلى واحد العقل ، وواحد غفل ليس عليه شيء ، فكانوا إذا أرادوا أمرا من سفر أو نكاح أو ختان أو غيره ، أو تدارءوا (٢) في نسب أو اختلفوا في تحمّل عقل جاءوا إلى هبل وكان أعظم أصنام قريش بمكة وجاءوا بمائة درهم أعطوها صاحب القداح حتى يجيل القداح ، ويقولون : يا إلهنا أردنا كذا وكذا ، فإن خرج نعم ، فعلوا ، وإن خرج لا ، لم يفعلوا ذلك حولا ، ثمّ عادوا إلى القداح ثانية ، فإذا أجالوا على نسب ، فإن خرج منكم كان وسيطا منهم ، وإن خرج من غيركم كان حليفا ، وإن خرج ملصق كان على منزلته لا نسب له ولا حلف ، وإذا اختلفوا في عقل فمن خرج عليه قدح العقل حمله ، وإن خرج الغفل أجالوا ثانيا حتى يخرج المكتوب ، فنهى الله عزوجل عن ذلك وحرّمه ، وقال : (ذلِكُمْ فِسْقٌ) ، قال سعيد بن جبير : الأزلام حصى بيض كانوا يضربون بها ، وقال مجاهد : هي كعاب فارس والروم التي يتقامرون بها ، وقال الشعبي وغيره : الأزلام للعرب ، والكعاب للعجم ، وقال سفيان بن وكيع : هي الشطرنج.
[٧٤٤] وروينا أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «العيافة والطّرق والطّيرة من الجبت» ، والمراد من الطّرق : الضّرب بالحصى.
[٧٤٥] أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي أنا ابن فنجويه أنا فضل الكندي أخبرنا
__________________
(١) الشوحط : شجر تتخذ منه القسي. كما في «القاموس».
[٧٤٤] ـ تقدم برقم : ٦٢٦ في «سورة النساء» آية : ٥١.
[٧٤٥] ـ ضعيف بهذا اللفظ ، إسناده ضعيف ، وله علتان : سويد بن سعيد ، صدوق إلا أنه كبر فصار يتلقن ، فلذا ضعفه غير واحد ، وله علة ثانية : وهي الانقطاع. قال الحافظ في «التهذيب» في ترجمة رجاء بن حيوة : روايته عن أبي الدرداء مرسلة ا ه (٣ / ٢٣٠).
وقد توبع سويد. فقد أخرجه البيهقي في «الشعب» ١١٧٧ من طريق أخرى أبي المحيّاة بهذا الإسناد.
وذكره الهيثمي في «المجمع» ٨٤٨٧ بهذا اللفظ وقال : رواه الطبراني بإسنادين ، ورجال أحدهما ثقات. وكذا قال المنذري في «الترغيب» ٤٤٧٤.
وأخرجه الطبراني في «الأوسط» ٢٦٨٤ وأبو نعيم في «الحلية» (٥ / ١٧٤) من طريق محمد بن الحسن الهمداني ثنا سفيان الثوري عن عبد الملك بن عمير به. وصدره «إنما العلم بالتعلم .....».
وقال أبو نعيم : غريب من حديث الثوري عن عبد الملك تفرد به محمد بن الحسن ا ه.
وذكره الهيثمي في «المجمع» ٥٣٨ وقال : رواه الطبراني في «الأوسط» وفيه : محمد بن الحسن بن أبي يزيد ، وهو كذاب ا ه. قلت : قد ورد من وجوه وعلته الانقطاع كما تقدم ، وهو بهذا اللفظ ضعيف ، ولعل الراجح فيه الوقف ، وقد ورد في هذا المعنى بغير هذا السياق.
ففي الباب من حديث عمران بن حصين بلفظ «ليس منا من تطير ، أو تطيّر له ، أو تكهن أو تكهن له ، أو سحر أو سحر له ، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم».
أخرجه البزار ٣٠٤٤ وذكره الهيثمي في «المجمع» (٥ / ١١٧) وقال : ورجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن الربيع ، وهو ثقة ا ه. وجوّد إسناده المنذري في «الترغيب» ٤٤٦٧.
ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص «من ردته الطيرة من حاجة فقد أشرك ، قالوا يا رسول الله ، فما كفارة ذلك؟
__________________
(١) في المخطوط «مصلق».
(٢) في المطبوع «تداوروا».