تعالى : (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) [الروم : ٤] ، قيل : من قبل في الدنيا ، وقيل : الثمار في الجنة متشابهة في اللون مختلفة في الطعم ، فإذا رزقوا ثمرة بعد أخرى ظنوا أنها الأولى ، (وَأُتُوا بِهِ) [أي : الرزق](١).
(مُتَشابِهاً) ، قال ابن عباس ومجاهد والربيع : متشابها في الألوان مختلفا في الطعوم ، وقال الحسن وقتادة : متشابها أي يشبه بعضها بعضا في الجودة ، أي : كلها خيار لا رذالة فيها ، وقال محمد بن كعب : يشبه ثمر الدنيا ، غير أنها أطيب ، وقيل : متشابها في الاسم مختلفا في الطعم. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : ليس في الدنيا مما في الجنة [شيء](٢) إلا الأسامي.
[٣٩] أنا أبو حامد [أحمد](١) بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي ، أنا أبو عبد الله محمد بن [عبد الله](٢) الصفار ، أنا أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (٣) ، أنا محمد بن كثير أنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أهل الجنّة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوّطون ولا يمتخطون ولا يبزقون ، يلهمون الحمد والتسبيح كما يلهمون (٣) النفس ، طعامهم (٤) الجشاء ورشحهم المسك».
قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيها) : في الجنات (٤)(أَزْواجٌ) : نساء وجوار ، يعني : من الحور العين ، (مُطَهَّرَةٌ) : من الغائط والبول والحيض والنفاس والبصاق والمخاط والمني والولد [والودي](٥) [وكل] قذر ، قال إبراهيم النّخعي : في الجنّة جماع ما شئت ولا ولد ، وقال الحسن : هنّ عجائزكم الغمص (٦) العمش طهرن من قذرات الدنيا ، وقيل : مطهرة من (٧) مساوئ الأخلاق ، (وَهُمْ فِيها خالِدُونَ) ، دائمون [فيها] لا يموتون ولا يخرجون منها.
__________________
(١) زيادة عن كتب التراجم.
[٣٩] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم ، سفيان هو ابن سعيد ، والأعمش هو سليمان بن مهران ، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع الواسطي ، وهو في «شرح السنة» (٤٢٧١) بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٢٨٣٥ وأبو داود ٤٧٤١ والطيالسي ١٧٧٦ وأحمد ٣ / ٣٤٩ و ٣٨٤ والدارمي ٢ / ٣٣٥ وأبو يعلى ١٩٠٦ و ٢٠٥٢ وابن حبان ٧٤٣٥ وأبو نعيم في «صفة الجنة» (٢٧٤ و ٣٣٤) والبغوي في «شرح السنة» (٤٣٧٥) والبيهقي في «البعث» (٣١٦) من طرق كلهم من حديث جابر ، ورواية أبي داود مختصرة جدا.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» ومن «ط».
(٣) في الأصل «البزي» والتصويب عن «شرح السنة» وعن «ط» وكتاب «الأنساب».
(٤) كذا في الأصل ، ورواية مسلم «ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك» ورواية أخرى له «قالوا : فما بال الطعام؟ قال : جشاء ورشح كرشح المسك» ـ قوله : «فما بال الطعام» أي أين يذهب ـ ورواية ابن حبان «طعامهم له جشاء ، وريحهم المسك».
ورواية لأبي نعيم «وإنه يصير طعامهم جشاء ، وشرابهم رشح مسك».
والجشاء : تنفس المعدة من الامتلاء.
وفي النهاية لابن الأثير «الجشّاء» بتشديد الشين : الطحال.
__________________
(١) العبارة في المطبوع «رزقا».
(٢) زيادة عن تفسير الطبري ٥٣٥.
(٣) في المطبوع «تلهمون».
(٤) في المطبوع «جنان».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المطبوع «الغمص».
(٧) في المطبوع «عن».