اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) : قادر ، قرأ ابن عامر وحمزة : «شاء ، وجاء» ، حيث كان بالإمالة.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ).
قال ابن عباس (يا أَيُّهَا النَّاسُ) خطاب لأهل (١) مكة ، ويا أيها الذين آمنوا خطاب لأهل المدينة ، وهو هاهنا عام إلّا من حيث إنه لا يدخله الصّغار والمجانين. (اعْبُدُوا) : وحّدوا.
قال ابن عباس : كل ما ورد في القرآن من العبادة فمعناه (٢) التوحيد.
(رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) : والخلق اختراع الشيء على غير مثال سبق ، (وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) ، أي : وخلق الذين من قبلكم.
(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) : لعلكم (٣) تنجون من العذاب ، وقيل : معناه كونوا على رجاء التقوى بأن تصيروا في ستر ووقاية من عذاب الله ، وحكم الله من ورائكم يفعل ما يشاء ؛ كما قال : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (٤٤)) [طه : ٤٤] ، أي : ادعواه (٤) إلى الحق وكونا (٥) على رجاء التذكر ، وحكم الله من ورائه يفعل ما يشاء ، قال سيبويه : لعلّ وعسى حرفا ترجّ ، وهما من الله واجب.
(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً) ، أي : بساطا ، وقيل : مناما ، وقيل : وطاء (٦) ، أي : ذلّلها ولم يجعلها حزنة لا يمكن القرار عليها ، والجعل هاهنا بمعنى : الخلق ، (وَالسَّماءَ بِناءً) ، أي : سقفا مرفوعا ، (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ) ، أي : (٧) السحاب ، (ماءً) ، وهو المطر ، (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ) : من ألوان الثمرات وأنواع النبات ، (رِزْقاً لَكُمْ) : طعاما لكم وعلفا لدوابّكم ، (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) ، أي : أمثالا تعبدونهم كعبادة الله.
وقال أبو عبيدة : النّد الضّد ، وهو من الأضداد ، والله تعالى بريء من المثل والضّد ، (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) : أنّه واحد خلق (٨) هذه الأشياء.
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ) ، أي : (٩) شك [معناه : وإن كنتم](١٠) ، لأن الله تعالى علم أنهم شاكّون (مِمَّا نَزَّلْنا) ، يعني : القرآن ، (عَلى عَبْدِنا) : محمد [صلىاللهعليهوسلم] ، (فَأْتُوا) : أمر تعجيز ، (بِسُورَةٍ) ، والسورة قطعة من القرآن معلومة الأول والآخر ، من أسأرت (١١) ، أي : أفضلت (١٢) وحذفت الهمزة.
وقيل : السورة اسم للمنزلة الرفيعة ، ومنه سور البلد لارتفاعه ، سمّيت سورة لأن القارئ ينال بقراءتها منزلة رفيعة حتى يستكمل المنازل باستكماله سور القرآن ، (مِنْ مِثْلِهِ) ، أي : مثل القرآن ، ومن : صلة ؛ كقوله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) [النور : ٣٠] ، وقيل : الهاء في مثله راجعة إلى
__________________
(١) في القاموس : الوطاء : خلاف الغطاء.
__________________
(١) في المطبوع «أهل».
(٢) في المطبوع «فمعناها».
(٣) في المطبوع «لكي».
(٤) في المطبوع «ادعوه».
(٥) في المخطوط «وكونوا».
(٦) زيد في المطبوع «من».
(٧) في المطبوع «خالق».
(٨) زيد في المطبوع «وإن كنتم في».
(٩) سقط من المطبوع.
(١٠) في المطبوع «أسارت» والتصويب عن «لسان العرب» (٤ / ٣٨٧)
(١١) كذا في المطبوع و «اللسان» (٤ / ٣٨٧) وهو الصواب. وفي المخطوط ـ أ ـ «أفصلت» وفي ـ ب ـ «فصلت».