شئت مثّلهم بالمستوقد ، وإن شئت [مثّلهم](١) بأهل الصيّب ، وقيل : أو بمعنى الواو يريد ، وكصيّب ؛ كقوله تعالى : (أَوْ يَزِيدُونَ) [الصافات : ١٤٧] ، بمعنى : ويزيدون ، والصيب : المطر وكل ما نزل من الأعلى إلى الأسفل فهو صيّب (٢) ، من صاب يصوب ، أي : نزل (مِنَ السَّماءِ) ، أي : من السحاب.
وقيل : هي السماء بعينها ، والسماء كل ما علاك فأظلك ، وهي من أسماء الأجناس يكون واحدا وجمعا. (فِيهِ) ، أي : في الصيّب ، وقيل : في السماء ، أي : في السحاب ، ولذلك ذكره ، وقيل : السماء تذكّر وتؤنّث ، قال الله تعالى : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) [المزمل : ١٨] ، وقال : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١)) [الانفطار : ١] ، (ظُلُماتٌ) : جمع ظلمة (وَرَعْدٌ) : وهو الصوت الذي يسمع من السحاب ، (وَبَرْقٌ) : وهو النار التي تخرج منه ، قال عليّ وابن عباس وأكثر المفسّرين : الرعد اسم ملك يسوق السحاب ، والبرق لمعان سوط من نور ، يزجر به الملك السحاب ، وقيل : الصوت زجر السحاب ، وقيل : تسبيح الملك ، وقيل : الرعد نطق الملك والبرق ضحكه ، وقال مجاهد : الرعد اسم الملك ، ويقال لصوته أيضا : رعد ، والبرق : [مصع](٣) ملك يسوق السحاب ، وقال شهر بن حوشب : الرعد ملك يزجر [السحاب] فإذا تبدّدت ضمّها فإذا اشتدّ غضبه طارت من فيه النار فهي الصواعق ، وقيل : الرعد صوت انخراق (٤) الريح بين السحاب ، والأول أصح. (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ) : جمع صاعقة ، وهي الصيحة التي يموت من يسمعها أو يغشى عليه ، ويقال لكل عذاب مهلك : صاعقة ، وقال : الصاعقة قطعة عذاب ينزلها الله على من يشاء.
ع [٣٨] روي عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال : «اللهمّ لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك».
قوله : (حَذَرَ الْمَوْتِ) ، أي : مخافة الهلاك ، (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) ، أي : عالم بهم وقيل جامعهم قال مجاهد : يجمعهم فيعذبهم ، وقيل : مهلكهم ، دليله قوله تعالى : (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) [يوسف : ٦٦] ، أي : تهلكوا جميعا. ويميل أبو عمرو والكسائي «الكافرين» في محل النصب (٥) والخفض ، ولا يميلان : (أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) [البقرة : ٤١].
(يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ
__________________
ع [٣٨] ـ ضعيف. أخرجه الترمذي ٣٤٤٦ والنسائي في «الكبرى» (٨٣٩٩ و ١٠٧٦٤) والبخاري في «الأدب المفرد» (٧٢١) وأحمد ٢ / ١٠٠ وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (٣٠٣) وأبو يعلى ٥٥٠٧ والدولابي في «الكنى» (٢ / ١١٧) من حديث ابن عمر ، وفي إسناده أبو مطر ، وهو مجهول ، والحجاج بن أرطأة ضعيف.
وضعف إسناده النووي في «الأذكار» (٤٦٣) وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه : وهذا توهين منه للحديث.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيد في المطبوع «فعيل».
(٣) في المطبوع «اسم» وفي المخطوط «مضغ» والمثبت عن كتب الحديث والأثر ، انظر تفسير الطبري (١ / ٨٧) و «الدر المنثور» (٤ / ٩٤)
(٤) في نسخة من المخطوط «انخفاض» ولعل الصواب «انخراق» بالخاء.
(٥) في المطبوع «أو».