(إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) من النفاق وآمنوا (وَأَصْلَحُوا) ، عملهم (وَاعْتَصَمُوا بِاللهِ) ، وثقوا بالله (وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ) ، أراد الإخلاص بالقلب ، لأن النفاق كفر القلب ، فزواله يكون بإخلاص القلب ، (فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) قال الفراء : من المؤمنين ، (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ) ، في الآخرة (أَجْراً عَظِيماً) يعني : الجنّة ، وحذفت الياء ومن (يُؤْتِ) في الخط لسقوطها في اللفظ ، وسقوطها في اللفظ لسكون اللّام في (اللهُ).
قوله تعالى : (ما يَفْعَلُ اللهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ) أي : إن شكرتم نعماءه (وَآمَنْتُمْ) به ، فيه تقديم وتأخير ، تقديره : إن آمنتم وشكرتم ، لأن الشكر لا ينفع مع عدم الإيمان ، وهذا استفهام بمعنى التقرير معناه إنه لا يعذب المؤمن الشاكر ، فإن تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه ، وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه ، والشكر : ضدّ الكفر والكفر ستر النعمة ، والشكر : إظهارها ، (وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً) ، فالشكر من الله تعالى هو الرضى بالقليل من عباده وإضعاف الثواب عليه ، والشكر من العبد : الطاعة ، ومن الله : الثواب.
قوله : (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) يعني : لا يحب الله الجهر بالقبح من القول إلّا من ظلم ، فيجوز للمظلوم أن يخبر عن [ظلم](١) الظالم وأن يدعو عليه ، قال الله تعالى : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١)) [الشورى : ٤١] ، قال الحسن : دعاؤه عليه أن يقول : اللهم أعني عليه اللهم استخرج حقي منه ، وقيل : إن شئتم جاز أن يشتم بمثله لا يزيد عليه.
[٧٢٨] أخبرنا أبو عبد الله الخرقي أنا أبو الحسن الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري أنا أحمد بن علي الكشميهني أنا علي بن حجر [أنا إسماعيل بن جعفر](١) أنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «المستبان ما قالا ، فعلى البادئ [ما لم يعتد](٢) المظلوم».
وقال مجاهد : هذا في الضيف إذا نزل بقوم فلم يقروه ولم يحسنوا ضيافته فله أن يشكو ويذكر ما صنع به.
[٧٢٩] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن
__________________
(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل واستدرك من «شرح السنة» ومن «ط».
[٧٢٨] ـ إسناده صحيح على شرط مسلم ، العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب مولى الحرقة.
ـ وهو في «شرح السنة» (٣٤٤٧) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٢٥٨٧ من طريق علي بن حجر بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (٤٢٣) وابن حبان ٥٧٢٩ والبيهقي ١٠ / ٢٣٥ من طريق إسماعيل بن جعفر به.
ـ وأخرجه أبو داود ٤٨٩٤ والترمذي ١٩٨١ وأحمد ٢ / ٢٣٥ و ٤٨٨ و ٥١٧ من طرق عن العلاء به.
[٧٢٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، الليث هو ابن سعد ، أبو الخير هو مرثد بن عبد الله اليزني.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢٩٨٧) بهذا الإسناد.
ـ خرّجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٦١٣٧) عن قتيبة بن سعيد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٢٤٦١ و ٧٠٤٥ ومسلم ١٧٢٧ وأبو داود ٣٧٥٢ وابن ماجه ٣٦٧٦ وأحمد ٤ / ١٤٩ وابن حبان
__________________
(١) زيادة عن المخطوط و ـ ط.
(٢) العبارة في المطبوع وحده «منهما حتى يعتدي».