إسماعيل أنا قتيبة بن سعيد أنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أنه قال :
قلنا يا رسول الله إنّك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقرونا فما ترى؟ فقال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حقّ الضيف الذي ينبغي لهم».
وقرأ الضحاك بن مزاحم وزيد بن أسلم : (إلّا من ظلم) بفتح الظاء واللام ، معناه : لكن الظالم اجهروا له بالسوء من القول ، وقيل معناه : لا يحب الله الجهر بالسوء من القول لكن يجهر [به](١) من ظلم ، والقراءة الأولى هي المعروفة ، (وَكانَ اللهُ سَمِيعاً) ، لدعاء المظلوم ، (عَلِيماً) ، بعقاب الظالم.
(إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً (١٤٩) إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (١٥٠) أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (١٥١))
قوله تعالى : (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً) ، يعني : حسنة فيعمل بها كتبت له عشرا. وإن همّ بها ولم يعملها كتبت له حسنة واحدة ، وهو قوله (أَوْ تُخْفُوهُ) ، وقيل المراد من الخير : المال ، يريد : إن تبدوا صدقة تعطونها جهرا أو تخفوها فتعطوها سرا ، (أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ) ، أي : عن مظلمة ، (فَإِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا قَدِيراً) ، فهو أولى بالتجاوز عنكم يوم القيامة.
قوله عزوجل : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ) الآية ، نزلت في اليهود وذلك أنهم آمنوا بموسى عليهالسلام والتوراة وعزير ، وكفروا بعيسى والإنجيل وبمحمد والقرآن ، (وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) ، أي : دينا بين اليهودية والإسلام ومذهبا يذهبون إليه.
(أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) ، حقق كفرهم ليعلم أن الكفر (٢) ببعضهم كالكفر (٣) بجميعهم (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً).
(وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (١٥٢) يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ وَآتَيْنا مُوسى سُلْطاناً مُبِيناً (١٥٣) وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (١٥٤) فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
__________________
٥٢٨٨ والبيهقي ١٠ / ٢٧٠ من طرق عن الليث بن سعد بهذا الإسناد.
وأخرجه الترمذي ١٥٨٩ من طريق ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الخير ، عن عقبة بن عامر به ، وفيه : «إن أبوا إلا أن تأخذوا كرها فخذوا».
__________________
(١) في المطبوع «ه» هاء الضمر. وسقطا جميعا من ـ ط.
(٢) في المخطوط «الكافر».
(٣) في المخطوط «كالكافر».