ع [٧٠٩] وقال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وذلك أنه غزا محاربا وبنى أنمارا فنزلوا ولا يرون من العدو أحدا فوضع الناس أسلحتهم ، وخرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم لحاجة له قد وضع سلاحه حتى قطع الوادي والسماء ترش ، فحال الوادي بين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبين أصحابه فجلس رسول الله صلىاللهعليهوسلم في ظل شجرة فبصر به غورث بن الحارث المحاربي فقال : قتلني الله إن لم أقتله ، ثم انحدر من الجبل ومعه السيف فلم يشعر به رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلّا وهو قائم على رأسه ومعه السيف قد سلّه من غمده فقال : يا محمد بن يعصمك مني الآن؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : الله ، ثم قال : «اللهم اكفني غورث بن الحارث بما شئت» ، ثم أهوى بالسيف إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليضربه فأكب لوجهه من زلخة (١) زلخها (١) بين كتفيه ، وندر سيفه فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذه ثم قال : يا غورث من يمنعك مني الآن؟ قال : لا أحد ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأعطيك سيفك؟ قال : لا ولكن أشهد أن لا أقاتلك أبدا ولا أعين عليك عدوا فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم سيفه ، فقال غورث : والله لأنت خير مني ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : أجل أنا أحق بذلك منك ، فرجع غورث إلى أصحابه فقالوا : ويلك ما منعك منه. قال : لقد أهويت إليه بالسيف لأضربه فو الله ما أدري من زلخني بين كتفي فخررت لوجهي ، وذكر حاله قال : وسكن الوادي فقطع رسول الله صلىاللهعليهوسلم الوادي [إلى](٢) أصحابه فأخبرهم الخبر وقرأ عليهم هذه الآية : (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كانَ بِكُمْ أَذىً مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ).
أي : من عدوّكم ، قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في هذه الآية : كان عبد الرحمن بن عوف جريحا.
(إِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) ، يهانون فيه [والجناح : الإثم ، من جنحت إذا عدلت عن القصد](٣).
(فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً (١٠٣))
(فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ) ، يعني : صلاة الخوف ، أي : فرغتم منها ، (فَاذْكُرُوا اللهَ) أي صلّوا لله (قِياماً) في حال الصحة ، (وَقُعُوداً) ، في حال المرض ، (وَعَلى جُنُوبِكُمْ) ، عند الجرح (٤) والزمانة ،
__________________
ع [٧٠٩] ـ عزاه المصنف لابن عباس من رواية الكلبي عن أبي صالح. وهي رواية ساقطة ، الكلبي متروك. كذاب.
ـ وهذا الخبر أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (٣ / ١٦٨ ـ ١٦٩) من طريق الواقدي من حديث عبد الله بن أبي بكر بنحوه.
وفيه «دعثور بن الحارث» بدل «غورث» وأن الآية التي نزلت هي آية : ١١ من سورة المائدة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ) والخبر ضعيف جدا لأجل الواقدي وانظر الحديث المتقدم برقم ٧٠٣ ، فإنه صحيح ، وفيه بعض هذا الحديث ، وهو بهذا اللفظ واه.
(١) الزلخ : وجع في الظهر لا يتحوّل من شدته.
__________________
(١) كذا في المطبوع و ـ ط ، وفي المخطوط «زلجة زلجها» وفي القاموس : زلخه بالرمح : زجه.
وفي القاموس : الزلج و : الزلق ، يزلج زلجا وزليجا : خفّ على الأرض. والمثبت أقرب إلى الصواب.
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) ما بين المعقوفتين كذا وقع في المطبوع و ـ ط والمخطوط ، وينبغي أن يكون موضعه عقب الآية مباشرة.
(٤) كذا في المطبوع ، وفي المخطوط «الجروح» وفي ـ ط «الحرج».