وذهب قوم إلى جواز الإتمام ، روي ذلك عن عثمان وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما ، وبه قال الشافعي رضي الله عنه ، إن شاء أتمّ وإن شاء قصر ، والقصر أفضل.
[٦٩٧] أخبرنا الإمام عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا إبراهيم بن محمد عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كل ذلك قد فعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم قصر الصّلاة وأتمّ.
وظاهر القرآن يدل على ذلك لأن الله تعالى قال : (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) ، ولفظ (فَلا جُناحَ) إنّما يستعمل في الرخص لا فيما يكون حتما ، فظاهر الآية يوجب أن القصر لا يجوز إلّا عند الخوف ، وليس الأمر على ذلك ، إنّما نزلت الآية على غالب أسفار النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأكثرها لم يخل عن خوف العدو ، والقصر جائز في السفر في حال الأمن عند عامة أهل العلم ، والدليل عليه ما :
[٦٩٨] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا مسلم بن خالد وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد (١) عن ابن جريج أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار عن عبد الله بن باباه عن يعلى بن أمية ، قال : قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنّما قال الله تعالى (أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) ، وقد أمن الناس ، فقال عمر رضي الله عنه : عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «صدقة تصدّق الله بها عليكم ، فاقبلوا صدقته».
[٦٩٩] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع
__________________
[٦٩٧] ـ حديث حسن ، إسناده ضعيف جدا ، إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى شيخ الشافعي متروك متهم ، وشيخه طلحة بن عمرو متروك أيضا. لكن ورد من وجه آخر كما سيأتي.
ـ وهو في «شرح السنة» (١٠١٨) بهذا الإسناد.
ـ خرجه المصنف من طريق الشافعي ، وهو في «مسنده» (١ / ١٨٢) عن إبراهيم بن محمد بهذا الإسناد. وأخرجه الدارقطني ٢ / ١٨٩ والبيهقي ٣ / ١٤٢ من طريق طلحة بن عمرو بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الدارقطني ٢ / ١٨٩ ومن طريقه البيهقي ٣ / ١٤١ عن المحاملي ، عن سعيد بن محمد بن ثواب ، عن أبي عاصم حدثنا عمرو بن سعيد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عائشة به. وقال الدارقطني : وهذا إسناد صحيح. ووافقه البيهقي وقال : ولهذا شاهد من حديث دلهم بن صالح والمغيرة بن زياد وطلحة بن عمرو ، وكلهم ضعيف ا ه.
ـ وأخرجه الدارقطني ٢ / ١٨٩ والبيهقي ٣ / ١٤١ ـ ١٤٢ من وجه آخر من حديث عائشة وفيه المغيرة بن زياد ليس بالقوي قاله الدارقطني وكذا البيهقي في تعليقه عن الرواية الأولى.
[٦٩٨] ـ صحيح ، مسلم بن خالد هو الزنجي ، ضعيف لكن تابعه عبد المجيد كما ترى ، وعبد المجيد صدوق فيه ضعف ، وهو من رجال مسلم ، وقد توبع أيضا على ابن جريج ، ومن فوقه ثقات مشاهير.
ـ وهو في «شرح السنة» (١٠١٩) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه المصنف من طريق الشافعي ، وهي في «مسنده» (١ / ١٨١) عن مسلم وعبد العزيز بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه مسلم ٦٨٦ وأبو داود ١١٩٩ و ١٢٠٠ والترمذي ٣٠٣٤ وابن ماجه ٩٤٥ وأحمد ١ / ٢٥ و ٣٦ والدارمي ١ / ٣٥٤ والطحاوي ١ / ٤١٥ والنحاس في «الناسخ والمنسوخ» ص (١١٦) وابن خزيمة ٩٤٥ وابن حبان ٢٧٣٩ و ٢٧٤٠ و ٢٧٤١ والطبري ١٠٣١٥ و ١٠٣١٦ و ١٠٣١٧ والطحاوي في «المعاني» (١ / ٤١٥) والبيهقي ٣ / ١٣٤ و ١٤٠ و ١٤١ من طرق عن ابن جريج بهذا الإسناد.
(١) في الأصل «داود» والتصويب عن «شرح السنة» وكتب التراجم.
[٦٩٩] ـ إسناده صحيح ، الشافعي فمن دونه ثقات وقد توبعوا ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، أيوب هو ابن أبي تميمة