ع [٦٨٧] وقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مرّ رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم ومعه غنم له فسلّم عليهم ، قالوا : ما سلّم عليكم إلّا ليتعوذ منكم فقاموا وقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ).
يعني إذا سافرتم في سبيل الله ، يعني : الجهاد ، (فَتَبَيَّنُوا) قرأ حمزة والكسائي هاهنا في موضعين وفي سورة الحجرات بالتاء والثاء من التثبيت ، أي : قفوا حتى تعرفوا المؤمن من الكافر ، وقرأ الآخرون بالياء والنون من التبيّن ، يقال : تبينت الأمر إذا تأملته ، (ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السّلم) هكذا قرأ أهل المدينة وابن عامر وحمزة (١) أي : المعاذة (٢) وهو قول : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، وقرأ الآخرون السلم وهو السّلام الذي هو تحية المسلمين لأنه كان قد سلّم عليهم ، وقيل : السّلم والسلام واحد ، أي : لا تقولوا لمن سلّم عليكم لست مؤمنا ، فذلك قوله تعالى : (لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) ، يعني : تطلبون الغنم والغنيمة ، و (عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا) منافعها ومتاعها ، (فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ) ، أي غنائم ، (كَثِيرَةٌ) ، وقيل : ثواب كثير لمن اتّقى قتل المؤمن ، (كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ) ، قال سعيد بن جبير : كذلك كنتم تكتمون إيمانكم من المشركين (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ) ، بإظهار الإسلام ، وقال قتادة : كنتم ضلالا من قبل فمنّ الله عليكم بالهداية ، وقيل معناه : كذلك كنتم من قبل تأمنون في قومكم بلا إله إلّا الله قبل الهجرة فلا تخيفوا (٣) من قالها فمنّ الله عليكم بالهجرة ، (فَتَبَيَّنُوا) أن تقتلوا مؤمنا ، (إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) ، قلت : إذا رأى الغزاة في بلد أو قرية شعار الإسلام فعليهم أن يكفّوا عنهم ، فإنّ النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا غزا قوما فإن سمع أذانا كفّ عنهم ، وإن لم يسمع أغار عليهم.
[٦٨٨] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع
__________________
ع [٦٨٧] ـ صحيح. أخرجه الترمذي ٣٠٣٠ وأحمد ١ / ٢٢٩ و ٢٧٢ و ٣٢٤ والطبري ١٠٢٢٢ والطبراني ١١٧٣١ والحاكم ٢ / ٢٣٥ والبيهقي ٩ / ١١٥ والواحدي في «أسباب النزول» (٣٤٦) من طرق عن عكرمة به وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وقال الترمذي : حديث حسن ا ه.
ـ وأخرجه البخاري ٤٥٩١ ومسلم ٣٠٢٥ وأبو داود ٣٩٧٤ والطبري ١٠٢١٩ و ١٠٢٢٠ و ١٠٢٢١ والواحدي ٣٤٥ والبيهقي ٩ / ١١٥ من طرق ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس بنحوه.
[٦٨٨] ـ إسناده ضعيف ، عبد الملك بن نوفل ، وثقه ابن حبان ، وقال عنه الحافظ : مقبول. وشيخه ابن عصام ، مجهول. قيل : اسمه عبد الله ، وقيل : عبد الرحمن. وأبو عصام المزني ، له هذا الحديث الواحد.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢٦٩٧) بهذا الإسناد.
خرّجه المصنف من طريق الشافعي ، وهو في «مسنده» (٢ / ١١٦) عن سفيان بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود ٢٦٣٥ والترمذي ١٥٤٩ والنسائي في «الكبرى» (٨٨٣٨) وأحمد ٣ / ٤٤٨ من طرق عن سفيان بهذا الإسناد.
ـ وله شاهد من حديث أنس قال : «كان النبي صلىاللهعليهوسلم إذا غزا قوما لم يغز حتى يصبح فينظر ، فإن سمع أذانا كفّ عنهم ، وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم ....» أخرجه البخاري ٦١٠ و ٢٩٤٤ ومسلم ٣٨٢ و ٣ / ١٤٢٧ ح ١٢١ والنسائي ١ / ٢٧١ ـ ٢٧٢ وأبو داود ٢٦٣٤ والترمذي ١٦١٨ وابن أبي شيبة ١٤ / ٤٦١ والطيالسي ٢٠٣٤ وأبو يعلى ٣٣٠٧ وابن حبان ٤٧٤٥ و ٤٧٥٤ ومالك ٢ / ٤٦٨ وأحمد ٣ / ١٨٦ و ٢٤٦ وابن سعد ٢ / ١٠٩ والبيهقي ٩ / ٧٩.
__________________
(١) في المخطوط «الكسائي» وهو خطأ.
(٢) تصحف في المخطوط «المفاداة».
(٣) في المخطوط «تجيبوا».