ذلك شيئا](١) ثم ستره الله عليه ، فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه» ، فبايعناه على ذلك.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٩٤))
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا) الآية :
ع [٦٨٥] قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت هذه الآية في رجل من بني مرة بن عوف يقال له مرداس بن نهيك ، وكان من أهل فدك [وكان](٢) مسلما لم يسلم من قومه غيره ، فسمعوا بسرية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم تريدهم ، وكان على السرية رجل يقال له غالب بن فضالة الليثي ، فهربوا وأقام الرجل لأنه كان على دين المسلمين ، فلما رأى الخيل خاف أن يكونوا من غير أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فألجأ غنمه إلى عاقول (١) من الجبل ، وصعد هو إلى الجبل فلما تلاحقت الخيل سمعهم يكبرون ، فلمّا سمع التكبير عرف أنهم من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فكبّر ونزل وهو يقول : لا إله إلّا الله محمد رسول الله السّلام عليكم فتغشاه أسامة بن زيد بسيفه فقتله واستاق غنمه ثم رجعوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخبروه فوجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ذلك وجدا شديدا وكان قد سبقهم قبل ذلك الخبر ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أقتلتموه إرادة ما معه»؟ ثم قرأ هذه الآية على أسامة بن زيد ، فقال : يا رسول الله استغفر لي فقال : «وكيف بلا إله إلّا الله؟!» قالها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاث مرّات ، قال أسامة : فما زال رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعيدها حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلّا يومئذ ، ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم استغفر لي بعد ثلاث مرّات ، وقال : «أعتق رقبة».
ع [٦٨٦] وروى أبو ظبيان عن أسامة رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنّما قالها (٣) خوفا من السلاح ، قال : «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا أم لا»؟
__________________
ع [٦٨٥] ـ ضعيف جدا بهذا اللفظ.
قال الحافظ في «تخريج الكشاف» (١ / ٥٥٢) : أخرجه الثعلبي من رواية الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ا ه.
والكلبي متهم بالكذب ، وخصوصا في روايته عن أبي صالح.
ـ وأخرجه الطبري ١٠٢٢٦ من رواية أسباط ، عن السدي مرسلا وليس فيه استغفار النبي صلىاللهعليهوسلم لأسامة ، وقوله «أعتق رقبة».
ـ وأصل الخبر في صحيحي البخاري ٤٢٦٩ ومسلم ٩٦ من حديث أسامة بن زيد وليس فيه قوله «أعتق رقبة» واستغفار النبي صلىاللهعليهوسلم لأسامة.
(١) العاقول : معظم البحر أو موجه ، ومعطف الوادي والنهر والأرض لا يهتدي إليها. كما في «القاموس».
ع [٦٨٦] ـ صحيح. أخرجه مسلم ٩٦ ح ١٥٨ وأبو داود ٢٦٤٣ والنسائي في «الكبرى» (٨٥٩٤) من طريق الأعمش ، عن أبي ظبيان به.
ـ وأخرجه البخاري ٤٢٦٩ و ٦٨٧٢ ومسلم ٩٦ ح ١٥٩ والنسائي ٨٥٩٣ وأحمد ٥ / ٢٠٠ وابن حبان ٥٧٥١ من طريق أبي ظبيان بنحوه.
__________________
(١) سقط من المخطوط.
(٢) زيادة عن المخطوط و ـ ط.
(٣) في المطبوع «قال».