أنا الشافعي أنا سفيان عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن ابن عصام عن أبيه :
أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا بعث سرية قال : «إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم أذانا فلا تقتلنّ (١) أحدا».
(لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً (٩٥))
قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الآية :
[٦٨٩] ، أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا إبراهيم بن سعد الزهري حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال : رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه ، فأخبرنا أن زيد بن ثابت رضي الله عنه أخبره :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أملى عليه (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) ، قال : فجاءه ابن أم مكتوم وهو يمليها عليّ ، فقال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت ، وكان رجلا أعمى ، فأنزل الله تعالى [على رسوله](٢) وفخذه على فخذي ، فثقلت عليّ حتى خفت أن ترضّ فخذي ، ثم سرّي عنه فأنزل الله (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ).
فهذه الآية في فضل الجهاد والحثّ عليه ، فقال : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) عن الجهاد (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) ، قرأ أهل المدينة وابن عامر والكسائي بنصب الراء ، أي : إلّا أولي الضّرر ، وقرأ الآخرون برفع الراء على نعت (الْقاعِدِينَ) يريد : لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر ، أي : غير أولي الزّمانة والضّعف في البدن والبصر ، (وَالْمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) ، أي : ليس المؤمنون القاعدون عن الجهاد من غير عذر والمؤمنون المجاهدون سواء (غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) فإنهم يساوون المجاهدين ، لأن العذر أقعدهم.
__________________
[٦٨٩] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ، عبد العزيز بن عبد الله هو ابن يحيى الأويسي ، تفرد عنه البخاري دون مسلم ، ابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري.
ـ وهو في «شرح السنة» (٣٦٣٣) بهذا الإسناد.
ـ خرجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٢٨٣٢) عن عبد العزيز بن عبد الله بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٤٥٩٢ والترمذي ٣٠٣٣ والنسائي ٦ / ٩ و ١٠ وأحمد ٥ / ١٨٤ والطبري ١٠٢٤٤ وابن الجارود ١٠٣٤ والطبراني ٤٨١٤ و ٤٨١٥ و ٤٨١٦ والبيهقي ٩ / ٢٣ من طرق ، عن الزهري بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه أحمد ٥ / ١٨٤ وابن حبان ٤٧١٣ والطبري ١٠٢٤٥ والطبراني ٥ / ٤٨٩٩ وأبو نعيم في «الدلائل» (١٧٥) من طريق عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن زيد بن ثابت به.
ـ وورد بنحوه من حديث الفلتان بن عاصم أخرجه ابن حبان ٤٧١٢ والطبراني ١٨ / ٨٥٦ والبزار ٢٢٠٣ وأبو يعلى ١٥٨٣ وقال الهيثمي في «المجمع» (٩٤٤٤) : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
ويشهد له أيضا حديث البراء بن عازب أخرجه البخاري ٤٥٩٣ و ٤٥٩٤ ومسلم ١٨٩٨ والترمذي ١٦٧٠ والنسائي ٦ / ١٠ والطبري ١٠٢٣٨ ـ ١٠٢٤٢ والبيهقي ٩ / ٢٣.
ـ ومن حديث زيد بن أرقم أخرجه الطبري ١٠٢٤٣ والطبراني ٥٠٥٣. وفي الباب أحاديث ، فهو حديث مشهور.
__________________
(١) في المطبوع «فلا تقتلوا».
(٢) زيادة عن المخطوط.