ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ) ، بتحاكمهم (١) إلى الطّاغوت (جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً).
قوله تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ) ، الآية.
[٦٥٧] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٢) المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير :
أنّ الزبير رضي الله عنه كان يحدث أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في شراج من الحرة كانا يسقيان به كلاهما فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم للزبير : «اسق يا زبير ، ثم أرسل إلى جارك». فغضب الأنصاري ، ثم قال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك؟ فتلوّن وجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ثم قال للزبير : «اسق ثم احبس الماء حتى يبلغ (٣) الجدر» ، فاستوعى رسول الله صلىاللهعليهوسلم حينئذ للزبير حقّه ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم [قبل ذلك] أشار على الزبير برأي (٤) ، أراد [به](٥) سعة له وللأنصاري فلمّا أحفظ الأنصاري رسول الله صلىاللهعليهوسلم استوعى للزبير حقّه في صريح الحكم. قال عروة : قال الزبير : والله ما أحسب هذه الآية إلّا نزلت في ذلك (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) الآية.
ع [٦٥٨] وروي أن الأنصاري الذي خاصم الزبير كان اسمه حاطب بن أبي بلتعة فلما خرجا مرّا على المقداد فقال : لمن كان القضاء ، فقال الأنصاري : قضى لابن عمته ولوى شدقيه ففطن له يهودي كان مع المقداد ، فقال : قاتل الله هؤلاء يشهدون أنه رسول الله ثم يتهمونه في قضاء يقضي بينهم ، وايم الله لقد أذنبنا ذنبا مرّة في حياة موسى عليهالسلام فدعا (٦) موسى إلى التوبة منه ، فقال : اقتلوا أنفسكم ففعلنا فبلغ قتلانا سبعين ألفا في طاعة ربنا حتى رضي عنّا ، فقال ثابت بن قيس بن شماس : أما والله إنّ الله ليعلم مني الصدق ولو أمرني محمد أن أقتل نفسي لفعلت ، فأنزل الله في شأن حاطب بن أبي بلتعة : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ) ، [الآية](٧).
__________________
[٦٥٧] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، شعيب هو ابن دينار ، الزهري هو محمد بن مسلم بن شهاب.
ـ وهو في «شرح السنة» (٢١٨٧) بهذا الإسناد.
ـ خرّجه المصنف من طريق البخاري ، وهو في «صحيحه» (٢٧٠٨) عن أبي اليمان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البخاري ٢٣٦١ و ٤٥٨٥ وأحمد ١ / ١٦٥ والطبري ٩٩١٨ والبيهقي ٦ / ١٥٣ ـ ١٥٤ من طرق ، عن الزهري به.
ـ وأخرجه البخاري ٢٣٥٩ ومسلم ٢٣٥٧ وأبو داود ٣٦٣٧ والترمذي ١٣٦٣ والنسائي ٨ / ٢٤٥ وابن ماجه ١٥ و ٢٤٨٠ وأحمد ٤ / ٤ ـ ٥ وابن حبان ٢٤ وابن الجارود ١٠٢١ والطبري ٩٩١٧ والبيهقي ٦ / ١٥٣ و ١٥٤ و ١٠ / ١٠٦ من طرق عن الليث ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير أن عبد الله بن الزبير حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير ..... فذكره.
ع [٦٥٨] ـ باطل. قال الحافظ في «تخريج الكشاف» (١ / ٥٢٩) : ذكره الثعلبي في «تفسيره» بغير سند عن الصالحي ا ه. وهذا باطل ، الصالحي غير معروف ، وهو بدون إسناد ، ثم إن حاطب بن أبي بلتعة بدري من المهاجرين ، والصحيح الحديث المتقدم ، وهذا باطل.
__________________
(١) في المطبوع «لتحاكمهم».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «يرجع إلى».
(٤) في المطبوع «رأيا».
(٥) زيادة عن ـ ط.
(٦) في المطبوع «فدعاني».
(٧) زيادة من المخطوط.