يعقوب الكسائي قال : أخبرنا عبد الله بن محمود أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل المكي عن الحسن عن أنس بن مالك رضي الله عنهم قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مثل أصحابي في أمتي كالملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح» [قال :](١) قال الحسن : قد ذهب ملحنا فكيف نصلح.
قوله عزوجل : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ) ، أي : اختلفتم ، (فِي شَيْءٍ) من أمر دينكم ، والتنازع : اختلاف الآراء وأصله من النزع فكان المتنازعان يتجاذبان ويتمانعان ، (فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) ، أي : إلى كتاب الله وإلى رسوله ما دام حيا وبعد وفاته إلى سنّته ، والردّ إلى الكتاب والسنة واجب إن وجد فيهما ، فإن لم يوجد فسبيله الاجتهاد. وقيل : الردّ [إلى الله تعالى والرسول](٢) أن يقول لما لا يعلم : الله ورسوله أعلم. (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ) ، أي : الردّ إلى الله والرسول ، (خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) ، أي : أحسن مآلا وعاقبة.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (٦٠))
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) الآية :
ع [٦٥٤] قال الشعبي : كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة فقال اليهودي : نتحاكم إلى محمد لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة ولا يميل في الحكم ، وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة ويميلون في الحكم ، فاتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه ، فنزلت هذه الآية.
قال جابر : كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها واحدا في جهينة وواحدا في أسلم ، وفي كل حي واحد كهان.
ع [٦٥٥] وقال الكلبي عن أبي صالح [عن](٣) ابن عباس : نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر ، كان
__________________
(١٦٣٩٥) وقال : وفيه إسماعيل بن مسلم ، وهو ضعيف ا ه. والراجح كونه من كلام الحسن البصري.
ـ وفي الباب من حديث سمرة «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول لنا : إنكم توشكون أن تكونوا في الناس كالملح في الطعام ، ولا يصلح الطعام إلا بالملح».
أخرجه الطبراني في «الكبير» (٧٠٩٨) والبزار ١٧٧٠ وإسناده ضعيف جدا مداره على جعفر بن سعد ، وهو ضعيف ، عن جذيب بن سليمان ، عن سليمان بن سمرة ، وكلاهما مجهول ، ومع ذلك حسنه الهيثمي ١٠ / ١٨!.
ع [٦٥٤] ـ أخرجه الطبري ٩٨٩٦ و ٩٨٩٧ و ٩٨٩٨ من طريق داود عن عامر الشعبي مرسلا. وكذا الواحدي في «أسباب النزول» (٣٣٠) ، والمرسل ضعيف عند أهل الحديث ، لكن لأصله ما يعضده ، وانظر ما بعده.
ع [٦٥٥] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٣٣١) عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس بدون إسناد ، والكلبي متروك متهم.
وكذا ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٢٣٠) ونسبه للثعلبي من حديث ابن عباس.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط و ـ ط و «شرح السنة».
(٢) سقط من المخطوط.
(٣) زيادة عن المخطوط و ـ ط.