أخبرنا أبو معمر أنا عبد الوارث عن حسين يعني المعلم عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدّثه أن أبا ذر حدّثه قال :
أتيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم ثم أتيته وقد استيقظ ، فقال : «ما من عبد قال : لا إله إلا الله ، ثم مات على ذلك إلّا دخل الجنة» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق» قلت : وإن زنى وإن سرق؟ قال : «وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر» ، وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال : وإن رغم أنف أبي ذر.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً (٤٩) انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَكَفى بِهِ إِثْماً مُبِيناً (٥٠))
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) الآية ، قال الكلبي : نزلت في رجال من اليهود منهم بحري بن عمر ونعمان بن أوفى ومرحب بن زيد ، أتوا بأطفالهم إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا محمد هل على هؤلاء من ذنب؟ فقال : لا ، قالوا : وما نحن إلا كهيئتهم ، ما عملنا بالنهار يكفّر عنّا بالليل ، وما عملنا بالليل يكفر عنا بالنهار ، فأنزل الله تعالى هذه (١) الآية.
وقال مجاهد وعكرمة : كانوا يقدّمون أطفالهم في الصلاة يزعمون أنهم لا ذنوب لهم فتلك التزكية ، وقال الحسن والضحاك وقتادة ومقاتل : نزلت في اليهود والنصارى حين قالوا نحن أنصار الله وأحباؤه ، (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) ، وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : هو تزكية بعضهم لبعض.
روى (٢) طارق بن شهاب عن ابن مسعود قال : إن الرجل ليغدو من بيته ومعه دينه فيأتي الرجل لا يملك له ولا لنفسه ضرا ولا نفعا فيقول : والله إنك كيت وكيت!! ويرجع إلى بيته وما معه من دينه شيء ، ثم قرأ : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) ، الآية. قوله تعالى : (بَلِ اللهُ يُزَكِّي) أي : يطهر ويبرئ من الذنوب ويصلح ، (مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) وهو اسم لما في شقّ النّواة ، والقطمير اسم للقشرة التي على النواة ، والنقير : اسم للنقطة (٣) التي على ظهر النواة ، وقيل : الفتيل من الفتل وهو ما يحصل (٤) بين الإصبعين من الوسخ عند الفتل.
قوله تعالى : (انْظُرْ) ، يا محمد ، (كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ) ، يختلقون على الله ، (الْكَذِبَ) ، في تغييرهم كتابه ، (وَكَفى بِهِ) [أي](٥) بالكذب (إِثْماً مُبِيناً).
__________________
(١) هذا الخبر ذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٣١٩) عن الكلبي بلا سند ، والكلبي متهم بالكذب.
وعزاه الحافظ في «تخريج الكشاف» (١ / ٥٢٠) للثعلبي عن الكلبي. فالخبر واه بمرة.
[٦٣٧] ـ إسناده لين ، مداره على حيان بن مخارق أبي العلاء ، وهو مقبول ، وباقي رجال الإسناد ثقات ، معمر هو ابن راشد ، عوف هو ابن أبي جميلة ، واسم أبي جميلة : بندويه ، قبيصة والد قطن هو ابن مخارق ..
ـ وهو في «شرح السنة» (٣١٤٩) بهذا الإسناد.
ـ خرّجه المصنف من طريق عبد الرزاق ، وهو في «مصنفه» (١٩٥٠٢) عن عوف العبدي بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود
__________________
(١) زيد في المطبوع «عن».
(٢) في المطبوع «للنقرة».
(٣) في المطبوع «يجعل».
(٤) زيادة عن المخطوط.