(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (٥١))
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ) ، اختلفوا فيهما فقال عكرمة : هما صنمان كان المشركون يعبدونهما من دون الله [عزوجل](١) ، وقال أبو عبيدة : هما كل معبود يعبد من دون الله [عزوجل](٢) قال الله تعالى (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) [النحل : ٣٦] ، قال عمر : الجبت : السحر ، والطاغوت : الشيطان. وهو قول الشعبي ومجاهد. وقيل : الجبت : الأوثان ، والطاغوت : شياطين الأوثان فكل صنم شيطان ، يعبّر عنه ، فيغترّ به الناس. وقال محمد بن سيرين ومكحول : الجبت : الكاهن ، والطاغوت : الساحر. وقال سعيد بن جبير وأبو العالية : الجبت : الساحر بلسان الحبشة ، [والطاغوت : الكاهن. وروي عن عكرمة : الجبت بلسان الحبشة] : (٣) شيطان. وقال الضحاك : الجبت : حييّ بن أخطب ، والطاغوت : كعب بن الأشرف. دليله قوله تعالى : (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) [النساء : ٦٠].
[٦٣٧] أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسن بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار أنا أحمد بن منصور الرمادي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن عوف العبدي عن حيان عن قطن بن قبيصة عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «العيافة والطّرق والطّيرة من الجبت» (١).
وقيل : الجبت كلّ ما حرّم الله ، والطاغوت كلّ ما يطغي الإنسان. (وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً)
ع [٦٣٨] قال المفسرون : خرج كعب بن الأشرف في سبعين راكبا من اليهود إلى مكة بعد وقعة أحد ليحالفوا قريشا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وينقضوا العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فنزل كعب على أبي سفيان فأحسن مثواه ، ونزلت اليهود في دور قريش ، فقال أهل مكة : إنكم أهل كتاب ومحمد صاحب كتاب ولا نأمن أن يكون هذا مكرا منكم فإن أردتم أن نخرج معكم فاسجدوا لهذين الصنمين وآمنوا بهما ففعلوا ذلك ،
__________________
٣٩٠٧ والنسائي في «الكبرى» (١١١٠٨) وابن سعد في «الطبقات» (٧ / ٣٥) وأحمد ٣ / ٤٧٧ والطحاوي ٤ / ٣١٢ وابن حبان ٦١٣١ والدولابي في «الكنى» (١ / ٨٦) والطبراني ١٨ / ٩٤١ و ٩٤٢ و ٩٤٣ و ٩٤٥ وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (٢ / ١٥٨) والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٠ / ٤٢٥) والبيهقي ٨ / ١٣٩ والمزي في «تهذيب الكمال» (٧ / ٤٧٥ ـ ٤٧٦) من طرق عوف بهذا الإسناد.
(١) العيافة : زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرّها.
الطرق : الضرب بالحصى ، وهو ضرب من التكهن.
الجبت : كل ما عبد من دون الله ، وقيل : هي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك. كما في «اللسان».
ع [٦٣٨] ـ ذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٣٢١) نقلا عن المفسرين بدون إسناد ، وأخرجه الطبري ٩٧٩١ عن ابن عباس مختصرا.
ـ وورد بنحوه عن عكرمة أخرجه الواحدي ٣٢٠ والطبري ٩٧٩٤ وعن السدي مرسلا أخرجه الطبري ٩٧٩٥ بنحوه ، فلعل هذه الروايات تتأيد بمجموعها ، وإن لم تتحد ألفاظها والله أعلم.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) زيادة من المخطوط.
(٣) سقط من المخطوط.