يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي :
أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلىاللهعليهوسلم [قالت : كنت نائمة إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوسلم](١) ففقدته من الليل فلمسته بيدي فوقعت (٢) يدي على قدميه وهو ساجد وهو يقول : «أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك».
واختلف قول الشافعي رضي الله عنه فيما لو لمس امرأة من محارمه كالأم والبنت والأخت أو لمس أجنبية صغيرة ، أصح القولين أنه لا ينتقض الوضوء لأنها ليست بمحل الشهوة كما لو لمس رجلا ، واختلف قوله في انتقاض وضوء الملموس [على قولين](٣) ، أحدهما : ينتقض لاشتراكهما في الالتذاذ كما يجب الغسل عليهما بالجماع ، والثاني : لا ينتقض لحديث عائشة رضي الله عنها حيث قالت : فوقعت يدي على قدميه وهو ساجد (١) ، ولو لمس شعر امرأة أو سنّها أو ظفرها لا ينتقض وضوؤه عنده ، واعلم أن المحدث لا تصح صلاته ما لم يتوضأ إذا وجد الماء أو يتيمم إذا لم يجد الماء (٤) لما :
[٦١٧] أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أخبرنا أبو طاهر الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن همام بن منبه أنا أبو هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يقبل [الله] صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ».
والحدث هو خروج الخارج من أحد الفرجين عينا كان (٥) أو أثرا ، أو الغلبة على العقل بجنون أو إغماء على أي حال كان ، وأمّا النوم فمذهب الشافعي رضي الله عنه أنه يوجب الوضوء إلّا أن ينام قاعدا متمكنا فلا وضوء عليه ، لما :
[٦١٨] أخبرنا عبد الوهّاب بن محمد الخطيب أخبرنا عبد العزيز الخلال أنا أبو العباس الأصم أخبرنا الربيع
__________________
ـ وهو في «شرح السنة» (١٣٦٠) بهذا الإسناد.
خرّجه المصنف من طريق مالك ، وهو في «الموطأ» (١ / ٢١٤) عن يحيى بن سعيد به.
ومن طريق مالك أخرجه الترمذي ٣٤٩٣ والطحاوي في «المعاني» (١ / ٢٣٤).
ـ وأخرجه النسائي ٢ / ٢٢٢ وعبد الرزاق ٢٨٨٣ من طريق يحيى بن سعيد به.
ـ وأخرجه مسلم ٤٨٦ وأبو داود والنسائي ١ / ١٠٢ ـ ١٠٣ و ٢١٠ وأحمد ٦ / ٥٨ و ٢٠١ وابن خزيمة ٦٥٥ و ٦٧١ وابن حبان ١٩٣٢ من طرق عن عبيد الله بن عمر ، عن محمد بن يحيى ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن عائشة .... به.
ـ وأخرجه ابن حبان ١٩٣٣ والطحاوي ١ / ٢٣٤ والبيهقي ٢ / ١١٦ من طرق ، عن أبي النضر ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة .... به.
(١) هو بعض الحديث المتقدم.
[٦١٧] ـ إسناده صحيح ، أحمد بن يوسف روى له مسلم ، ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، معمر هو ابن راشد.
ـ وهو في «شرح السنة» (١٥٦) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه المصنف من طريق عبد الرزاق ، وهو في «مصنفه» (٥٣٠) عن معمر به.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البخاري ١٣٥ ومسلم ٢٢٥ وأبو داود. والترمذي ٧٦ وأبو عوانة ١ / ٢٣٥ وأحمد ٢ / ٣٠٨ و ٣١٨ وابن خزيمة ١ / ٩٠٨ وابن الجارود ٦٦ والبيهقي ١ / ٢٢٩.
[٦١٨] ـ حديث صحيح. إسناده ضعيف لجهالة شيخ الشافعي ، حيث لم يسمّ ، والظاهر أنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ذاك
__________________
(١) سقط من المخطوط.
(٢) في المخطوط «وضعت».
(٣) سقط من المخطوط.
(٤) زيادة عن المخطوط.
(٥) لفظ «كان» ليس في المخطوط.