وقيل : الكبائر الشرك ، وما يؤدي إليه ، وما دون الشكر فهو من السيئات ، قال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [النساء : ٤٨]. (نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) أي : من الصلاة إلى الصلاة ومن الجمعة إلى الجمعة ومن رمضان إلى رمضان.
[٥٨٣] أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج حدثني هارون بن سعيد الأيلي (١) أنا ابن وهب عن أبي صخر أن عمر بن إسحاق مولى زائدة حدثه عن [أبيه عن](١) أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفّرات لما بينهن إذا اجتنب الكبائر».
قوله تعالى : (وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) ، أي : حسنا وهو الجنة ، قرأ أهل المدينة (مُدْخَلاً) بفتح الميم هاهنا وفي الحج ، وهو موضع الدخول ، وقرأ الباقون بالضم على المصدر بمعنى الإدخال.
قوله تعالى : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) الآية.
ع [٥٨٤] قال مجاهد : قالت أم سلمة : يا رسول الله إن الرجال يغزون ولا نغزو ولهم ضعف ما لنا من الميراث ، فلو كنّا رجالا غزونا كما غزوا وأخذنا من الميراث مثل ما أخذوا. فنزلت هذه الآية.
وقيل : لمّا جعل الله عزوجل للذكر مثل حظ الأنثيين في الميراث قالت النساء : نحن أحقّ وأحوج إلى الزيادة من الرجال ، لأننا ضعيفات (٢) وهم أقوى وأقدر على طلب المعاش ، فأنزل الله تعالى : (وَلا
__________________
[٥٨٣] ـ إسناده على شرط مسلم ، حميد بن زياد أبو صخر صدوق ، وفيه ضعف لكن توبع ، ابن وهب هو عبد الله.
ـ خرجه المصنف من طريق مسلم ، وهو في «صحيحه» (٢٣٣) ح ١٦ عن هارون بن سعيد بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه البيهقي ١٠ / ١٨٧ من طريق هارون بن سعيد به وأحمد ٢ / ٤٠٠ من طريق هارون بن معروف ، عن ابن وهب به ، وابن معروف ثقة روى له الشيخان وأما هارون بن سعيد ، فإنه من رجال مسلم.
ـ وأخرجه مسلم ٢٣٣ والترمذي ٢١٤ وابن خزيمة ٣١٤ و ١٨١٤ وابن حبان ١٧٣٣ والبيهقي ٢ / ٤٦٧ و ١٠ / ١٨٧ والبغوي في «شرح السنة» (٣٤٦) من طرق عن إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء به.
ـ وأخرجه مسلم ١٣٣ ح ١٥ وأحمد ٢ / ٣٥٩ والبيهقي ٢ / ٤٦٦ من طريق هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة.
ـ وأخرجه أحمد ٢ / ٤٨٤ من طريق زهير ، عن العلاء به.
ـ وأخرجه الطيالسي ٢٤٧٠ وأحمد ٢ / ٤١٤ من طريق الحسن ، عن أبي هريرة. وهذا ضعيف لانقطاعه ، فالحسن لم يسمع من أبي هريرة.
(١) في الأصل «الأبلي» والتصويب عن «ط» وكتب التخريج.
ع[٥٨٤] ـ إسناده ضعيف. أخرجه الترمذي ٣٠٢٢ والحاكم ٢ / ٣٠٥ والواحدي ٣٠٦ من طريق مجاهد عن أم سلمة. قال الترمذي : هذا حديث مرسل ا ه.
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ، إن كان سمع مجاهد من أم سلمة. ووافقه الذهبي ، وتقدم أنه منقطع فيما ذكر الترمذي ، وسيأتي في الأحزاب.
__________________
(١) زيادة عن المخطوط و «صحيح مسلم».
(٢) في المطبوع «لأنا ضعيفات» وفي المخطوط «لأننا ضعفاء» وفي ـ ط «لأنا ضعفاء».