وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أكبر الكبائر : الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله.
[٥٧٩] أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي أنا علي بن الجعد أنا شعبة عن سعد (١) بن إبراهيم قال : سمعت حميد بن عبد الرحمن يحدث عن عبد الله بن عمرو (٢) قال :
قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من [أكبر](١) الكبائر أن يسبّ الرجل والديه» ، قالوا : يا رسول الله وكيف يسبّ الرجل والديه؟ قال : «نعم يسبّ الرجل أبا الرجل فيسبّ أباه ويسبّ أمه [فيسب أمه](٢)».
وعن سعيد بن جبير : أن رجلا سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن الكبائر : أسبع هي؟ قال : هي إلى السبعمائة أقرب إلا أنه لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار ، وقال : كل شيء عصي الله به فهو كبيرة ، فمن عمل شيئا منها فليستغفر فإنّ الله لا يخلّد في النار من هذه الأمة إلا راجعا عن الإسلام أو جاحدا فريضة أو مكذبا بقدر. وقال عبد الله بن مسعود : ما نهى الله تعالى عنه في هذه السورة إلى قوله : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) ، فهو كبيرة ، قال علي بن أبي طلحة : [عن ابن عباس](٣) هي كل ذنب ختمه الله بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب. وقال الضحاك : ما أوعد الله عليه حدّا في الدنيا أو عذابا في الآخرة. وقال الحسين (٤) بن الفضل : ما سماه الله في القرآن كبيرا أو عظيما نحو قوله تعالى : (إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً) [النساء : ٢] ، (إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) [الإسراء : ٣١] ، (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان : ١٣] ، (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) [يوسف : ٢٨] ، (سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ) [النور : ١٦] ، (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) [الأحزاب : ٥٣] ، قال سفيان الثوري : الكبائر ما كان فيه المظالم بينك وبين العباد (٥) ، والصغائر ما كان بينك وبين الله تعالى ، لأنّ الله كريم يعفو ، واحتج بما :
[٥٨٠] أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد الله بن علي الكرماني أنا أبو طاهر محمد [بن محمد](٦) بن محمش الزيادي
__________________
[٥٧٩] ـ إسناده على شرط البخاري ، علي بن الجعد تفرد عنه البخاري ، وقد توبع. ومن فوقه رجال البخاري ومسلم ، شعبة هو ابن الحجاج.
ـ وهو في «شرح السنة» (٣٣٢١) بهذا الإسناد.
وأخرجه مسلم ٩٠ والطيالسي ٢٢٦٩ وأحمد ٢ / ١٩٥ وأبو عوانة ١ / ٥٥ وابن حبان ٤١٢ من طرق عن شعبة به.
ـ وأخرجه البخاري ٥٩٧٣ ومسلم ٩٠ وأبو داود ٥١٤١ والترمذي ١٩٠٢ وأحمد ٢ / ١٦٤ و ٢١٤ و ٢١٦ وابن حبان ٤١١ وأبو نعيم في «الحلية» (٣ / ١٧٢) من طرق عن سعد بن إبراهيم به.
(١) في الأصل «سعيد» والتصويب من «شرح السنة» وكتب «التخريج».
(٢) في الأصل «عمر» والتصويب من «شرح السنة» وكتب «التخريج» و «ط».
[٥٨٠] ـ باطل. رجال الإسناد ثقات غير الحسين بن داود ، فإنه ساقط ، ذكره الذهبي في «الميزان» (١ / ٥٣٤) بحديث غير هذا ، وقال : قال الخطيب : ليس بثقة ، وحديثه موضوع. وزاد ابن حجر في «اللسان» (٢ / ٢٨٢) عن الخطيب قوله : روى نسخة عن يزيد ، عن حميد ، عن أنس أكثرها موضوع ، وقال الحاكم : روى عن جماعة لا يحتمل سنة السماع منهم ، وله عندنا عجائب يستدل بها على حاله ا ه. قلت : وهذا الحديث رواه عن يزيد بن هارون ، عن حميد ، وهذه نسخة
__________________
(١) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة».
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) زيادة عن الطبري ٩٢١٣.
(٤) في المطبوع «الحسن».
(٥) في المطبوع وحده «عبد الله تعالى» بدل «العباد».
(٦) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة».