بمعنى عند ، وقيل : من الله ، (لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ) ، قال قتادة : أجمع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم على أنّ كل ما عصي به الله فهو جهالة عمدا كان أو لم يكن ، وكل من عصى الله فهو جاهل. وقال مجاهد : المراد من الآية : العمد ، قال الكلبي : لم يجهل أنه ذنب ولكنه جهل عقوبته ، وقيل : معنى الجهالة : اختيارهم اللذة الفانية على اللذة الباقية. (ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ) ، قيل : معناه قبل أن يحيط السوء بحسناته فيحبطها ، وقال السدي والكلبي : القريب أن يتوب في صحته قبل مرض موته ، وقال عكرمة : قبل الموت ، وقال الضحاك : قبل معاينة ملك الموت.
[٥٤٦] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي أنا علي بن الجعد أنا ابن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن جبير بن نفير (١) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما :
عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر».
[٥٤٧] أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبا منصور محمد بن محمد بن سمعان [أنا أبو جعفر بن
__________________
[٥٤٦] ـ حسن صحيح بشواهده. إسناده لين لأجل عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، فقد ضعفه جماعة ووثقه آخرون ، وباقي الإسناد ثقات ، مكحول هو أبو عبد الله الدمشقي.
ـ وهو في «شرح السنة» (١٣٠٠) بهذا الإسناد.
خرجه المصنف من طريق علي بن الجعد وهو في «مسنده» برقم (٣٥٢٩) عن ابن ثوبان بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه الترمذي ٣٥٣٧ وابن ماجه ٤٢٥٣ وأحمد ٢ / ١٣٢ و ١٣٥ وابن حبان ٦٢٨ والحاكم ٤ / ٢٥٧ وأبو نعيم في «الحلية» (٥ / ١٩٠) من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان بهذا الإسناد.
ـ وله شاهد من حديث عبادة بن الصامت أخرجه الطبري ٨٨٥٩ والقضاعي في «مسند الشهاب» (١٠٨٥) وفيه انقطاع بين قتادة وعبادة.
ـ وله شاهد عن رجل من الصحابة أخرجه أحمد ٣ / ٤٢٥ وإسناده ضعيف. لضعف عبد الرحمن البيلماني ، لكن يصلح للاعتبار بحديثه.
(١) في الأصل «نفير» والتصويب عن «ط» وعن «شرح السنة» و «كتب التخريج».
[٥٤٧] ـ إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ، واسمه عبد الله ، ودراج أيضا ضعيف في روايته عن أبي الهيثم ، وهو دراج بن سمعان ، أبو الهيثم هو سليمان بن عمرو.
هو في «شرح السنة» (١٢٨٦) بهذا الإسناد.
وأخرجه البيهقي في «الأسماء والصفات» (٢٦٥) من طريق ابن لهيعة بهذا الإسناد وبهذا اللفظ.
وذكره الذهبي في «العلو» ص (٧٢) من هذه الطريق وبهذا اللفظ وقال : فيه دراج ، وهو واه ا ه.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٧٦ وأبو يعلى ١٣٩٩ من طريق ابن لهيعة به دون قوله «وارتفاع مكاني» وهذا إسناد ضعيف. لكن ورد من طرق أخرى دون قوله «وارتفاع مكاني».
ـ فقد أخرجه الحاكم ٤ / ٢٦١ من طريق عمرو بن الحارث ، عن دراج به دون هذه الزيادة وصححه ، وسكت الذهبي ، وهو من رواية دراج عن أبي الهيثم ، وهي واهية.
ـ وأخرجه أحمد ٣ / ٢٩ و ٤١ وأبو يعلى ١٢٧٣ من طريق ليث عن يزيد بن الهاد ، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطالب. عن أبي سعيد الخدري مرفوعا دون هذه الزيادة وإسناده منقطع بين عمرو وأبي سعيد.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٢٠٧) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في «الأوسط» وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح ، وكذا أحد إسنادي أبي يعلى! قلت : هو منقطع بين عمرو بن أبي عمرو وأبي سعيد الخدري ، فإنه لا رواية له عنه كما في «تهذيب الكمال» و «تهذيب التهذيب».