حرقوا متاع الغالّ وضربوه.
قوله تعالى : (ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).
(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٦٢) هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (١٦٣) لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١٦٤) أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٦٥))
(أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ) ، فترك الغلول ، (كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ) ، فغل (١)(وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).
(هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ) يعني : ذو درجات عند الله ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعني من اتّبع رضوان الله ومن باء بسخط من الله مختلفوا المنازل عند الله ، فلمن اتّبع رضوان الله الثواب العظيم ، ولمن باء بسخط من الله العذاب الأليم. (وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ).
(لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ، قيل : أراد به العرب لأنه ليس حيّ من أحياء العرب إلا وله فيهم من نسب إلا بني تغلب ، دليله قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) [الجمعة : ٢] وقال آخرون (٢) : أراد به جميع المؤمنين ، ومعنى قوله تعالى : (مِنْ أَنْفُسِهِمْ) أي : بالإيمان والشفقة لا بالنسب ، دليله قوله تعالى : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) [التوبة : ١٢٨] ، (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا) ، وقد كانوا ، (مِنْ قَبْلُ) أي : من قبل مبعثه (٣)(لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ).
(أَوَلَمَّا) [أي : حين](٤)(أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ) ، بأحد ، (قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها) ، ببدر ، وذلك أن المشركين قتلوا من المسلمين سبعين يوم أحد وقتل المسلمون منهم ببدر سبعين وأسروا سبعين ، (قُلْتُمْ أَنَّى هذا) ، من أين لنا هذا القتل والهزيمة ونحن مسلمون ورسول الله صلىاللهعليهوسلم فينا؟ (قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ).
ع [٤٨١] روى عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه قال : جاء جبريل إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسارى ، وقد أمرك أن تخيّرهم بين أن يقدّموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم ، فذكر ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم للنّاس فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وإخواننا ، لا بل تأخذ منهم فداءهم ، فنقوى به على قتال عدونا ويستشهد منّا عدّتهم ، فقتل منهم يوم أحد سبعون عدد أسارى أهل بدر.
__________________
والخبر واه بكل حال ، بل هو منكر لمعارضته الأحاديث الصحيحة مع وهنه ، وقد أشار إلى ذلك الإمام البخاري كما تقدم آنفا مع الحديث ٤٧٩ وانظر «أحكام القرآن لابن العربي» (٣٧٠) بتخريجي ، والله الموفق.
ع [٤٨١] ـ ضعيف. أخرجه الترمذي ١٥٦٧ والنسائي في «الكبرى» (٨٦٦٢) من حديث علي ، وهو حديث ضعيف ، ويأتي في سورة الأنفال باستيفاء.
__________________
(١) في المطبوع و ـ ط «فعل».
(٢) في المطبوع «الآخرون».
(٣) في المطبوع «بعثه».
(٤) سقط من المخطوط.