يقول النبي صلىاللهعليهوسلم من أخذ شيئا فهو له وأن لا يقسم الغنائم كما لم يقسم (١) يوم بدر ، فتركوا المركز ووقعوا في الغنائم ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم :
«ألم أعهد إليكم أن لا تتركوا المركز حتى يأتيكم أمري»؟ قالوا : تركنا بقية إخواننا وقوفا ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «بل ظننتم أنّا نغلّ ولا نقسم» ، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال قتادة : ذكر لنا أنها نزلت في طائفة غلّت من أصحابه ، وقيل : إن الأقوياء ألحوا عليه يسألونه من المغنم ، فأنزل الله تعالى : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) فيعطي قوما ويمنع آخرين بل عليه أن يقسم بينهم بالسوية ، وقال محمد بن إسحاق [بن يسار](٢) : هذا في الوحي ، يقول : ما كان لنبي أن يكتم شيئا من الوحي رغبة أو رهبة أو مداهنة ، قوله تعالى : (وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) ، قرأ ابن كثير وأهل البصرة وعاصم (يَغُلَ) بفتح الياء وضم الغين ، معناه : أن يخون ، والمراد منه الأمة ، وقيل : اللام فيه منقولة ، معناه : ما كان النبي ليغل ، وقيل : معناه ما كان يظن به ذلك ولا يليق (٣) به ، وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الغين ، وله وجهان ، أحدهما : أن يكون من الغلول أيضا ، أي : ما كان لنبي أن يخان ، يعني : أن تخونه أمّته ، والوجه الآخر : أن يكون من الإغلال ، معناه : ما كان لنبي أن يخون ، أو (٤) ينسب إلى الخيانة ، (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، قال الكلبي : يمثل له ذلك الشيء في النار ثم يقال له : انزل فخذه فينزل فيحمله على ظهره فإذا بلغ موضعه وقع إلى النار ، ثم يكلف أن ينزل إليه ، فيخرجه فيفعل ذلك به.
[٤٧٥] أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أخبرنا زاهر بن أحمد الفقيه أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أخبرنا أبو مصعب عن مالك عن ثور بن زيد الديلي عن أبي الغيث مولى ابن مطيع. عن أبي هريرة رضي الله عنه [أنه](٥) قال :
خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم عام خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إلا الأموال والثياب والمتاع ، قال فوجّه رسول الله صلىاللهعليهوسلم نحو وادي القرى ، وكان رفاعة بن زيد وهب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عبدا أسود يقال له مدعم ، قال : فخرجنا حتى إذا كنّا بوادي القرى فبينما مدعم يحطّ رحلا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ جاءه سهم عائر (١)
__________________
وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» (١ / ٤٣٤) : ذكره الثعلبي والواحدي في أسبابه عن الكلبي ومقاتل .... ا ه.
وهو معضل ، مقاتل إن كان ابن سليمان فهو متروك متهم ، وإن كان ابن حيان فهو لين الحديث أيضا ، وأما الكلبي فمتروك متهم ولم أر من أسنده ، ولا روي عن غيرهما ؛ فالخبر واه.
[٤٧٥] ـ إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم ، أبو الغيث اسمه سالم ، وهو مدني.
وهو في «شرح السنة» (٢٧٢٢) بهذا الإسناد.
ـ وأخرجه المصنف من طريق مالك ، وهو في «الموطأ» (٢ / ٤٥٩) ومن طريق مالك أخرجه البخاري ٤٢٣٤ و ٦٧٠٧ ومسلم ١١٥ وأبو داود ٢٧١١ والنسائي ٧ / ٢٤ وابن حبان ٤٨٥١ والبيهقي ٩ / ١٠٠.
ـ وورد من وجه آخر عن محمد بن إسحاق حدثنا يزيد بن خصيفة ، عن سالم به. أخرجه الحاكم ٣ / ٤٠ وابن أبي شيبة في «المصنف» (١٢ / ٤٩٥) وابن حبان ٤٨٥٢.
(١) قال المصنف في «شرح السنة» : يعني لا يدري من رماه ، وهو الجائر عن قصده ومنه عار الفرس : إذا ذهب على وجهه كأنه منفلت.
__________________
(١) في المطبوع «يقسمها» وفي المخطوط «تقسم» والمثبت عن ـ ط و «أسباب النزول».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) في المطبوع «يأتي».
(٤) في المطبوع «أي».
(٥) زيادة عن المخطوط و «شرح السنة».